تصفح

من هو عزيز مصر ؟ وهل تفرد سيدنا يوسف بلقب العزيز ؟

فالعزيز فى حقه أثر من آثار تجلي الحق عليه باسمه العليم، وباسمه القهار، وباسمه الفتاح، ومجموع ذلك يظهر لنا أن الله أعز جانبه، وأظهر شرفه ومكانته، واعلى قدره، فجعله قطب أحداث زمانه، فهو أجلُّ أهل عصره رتبة وعلما وفتحا وعزة، حتى إن أنبياء زمانه (كأبيه يعقوب) ليسجدون له إقرارا منهم بتفرده فى عزته وفي فضل الله عليه، (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا).

من هو عزيز مصر الذي ورد ذكره في القرآن الكريم ؟ سؤال يطرحه الكثيرين كما أن البعض يظن بأنه فرعون ، إلا أن هذا الإعتقاد خاطئ تماما ،وذلك لأن سيدنا موسى عليه السلام سبق فرعون بزمن ، ولكن من هو عزيز مصر وما هي قصته مع سيدنا يوسف عليه السلام ، هذا ما سنعرفه في مقالة اليوم فتابعونا.

من هو عزيز مصر ؟

بوتيفار بن روحيب : هو عزيز مصر أثناء فترة حكم الفرعون أمنحوتب الثالث أعظم الفراعنة الذين حكموا مصر .
وزوجته تدعى راعيل بنت رماييل ولقبها زوليخة .
ويذكر أن بوتيفار كان مخلصاً جداً لأمنحوتب الثالث وكان قائداً لجيوشه , كما كان معروفاً بذكائه وحنكته .
يروى أن بوتيفار هو من اشترى نبي الله يوسف عليه السلام وأدخله إلى بلاطه وهو طفل ولم يعالمه معاملة العبيد بل أوصى زوجته زوليخة بالإحسان إليه لما وجد فيه من الفطنة والذكاء والرأي الثاقب فقال لها : أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا.

يوسف وقصته

ترعرع يوسف عليه السلام في بلاط العزيز مدة ثماني سنين إلى أن اشتد عوده وصار شاباً حسن الوجه حلو الكلام شجاعاً قوياً وذا علم ومعرفة . وكان لا يمضي يوم إلا ويزداد شغف زوليخة بيوسف أضعافا إلى أن راودته عن نفسه ظانة منه أنه سيطيعها في معصية الله سبحانه وتعالى .إلا أن يوسف نبي ومن المخلصين كما قال الله تعالى فأبى أن يرتكب الخطيئة فجن جنون زوليخة فقامت بالعمل على أن يسجن حتى ينصاع لرغبتها ويطيعها . لكن زوليخة ازداد عشقها ليوسف عليه السلام أكثر فأكثر وهو في السجن كما أنها فقدت ثقة زوجها بوتيفار بعد أن انفضح أمرها .

ولبث يوسف عليه السلام في السجن عشر سنين .
ثم إن بوتيفار حزن بعد أن سجن يوسف واعتلت صحته من خيانة زوجته له ثم توفي بعد خروج يوسف من السجن ثم قام أمنحوتب الرابع (أخناتون) بتعيين يوسف عليه السلام عزيزاً لمصر خلفاً لبوتيفار فقام يوسف عليه السلام بالعمل على إنقاذ مصر من المجاعة والقحط كما قام بهداية الناس لعبادة الله الواحد وترك عبادة الأوثان والإله أمون إلى أن أصبح دين التوحيد هو الدين الرسمي للدولة .

تفرد سيدنا يوسف بلقب “عزيز مصر”.. القصة كما يراها أسامة الأزهري

نشر الدكتور أسامة الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مجموعة من التساؤلات المرتبطة بحق النبي يوسف عليه السلام، وتجلياته وعلاقة لقب “عزيز مصر” به.

فما هى قصة “العزيز” الذى أثارت التساؤلات، وهل هو لقب خاص بنبب الله “يوسف” فقط أم أنه لقب ارتبط بمنصب صاحبه فى العصور المصرية القديمة؟، هذا ما رد عليه الدكتور أسامة الأزهري وحاول توضيحه:

قال : العزيز فى حق سيدنا يوسف ليس مجرد منصب كان معهودا قبله بهذا الاسم، فلما أن تولاه هو سمي باسم هذا المنصب فقط بل شأن سيدنا يوسف أجل من هذا وأعمق، والذى يتصور قصور الأمر عنده على أنه تقلد منصبا فسمى به فهو الغالط عليه، القاصر في فهم جلال شأنه حقيقة شأن سيدنا يوسف هو أنه تفرد عن كل من سبقه فى هذا المنصب بصفة النبوة والرسالة أولا والعلوم الإلهية التى أفاضها الله عليه ثانيا (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ).

واستطرد: ثم بالفتح العزيز الذى اختصه الله به فى التدبير المحكم العجيب لشئون الديار المصرية، حيث أتى بتدابير معجزة، وغير مسبوقة، وغير معهودة، يجتاز بها السنوات العجاف الشداد فى مصر، ثالثا، بحيث إن ملك مصر لما أن سمعه بتدبيره العجيب استدعاه، وجالسه، وباحثه، وكلمه، وناقشه، فأقر بالعجز عن تفاصيل هذه التدابير العجيبة التى أتى يوسف بها من معين الفتح والفيض والتعليم الإلهى والنبوة (فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ).

وأوضح: فصار يوسف عزيزا متفردا فى عزته، ولم يكن وصف العزيز فى حقه لمجرد أنه تولى منصبا سمي بهذا الاسم، بل لما أعجز به عقول المصريين ذوي العراقة والخبرة فى تدبير شؤون الزراعة، فالعلوم التى أعجزهم بها هى التى بموجبها تقلد المنصب، والمنصب أصغر منه، وهو أعز وأجل من المنصب، فهو العزيز ظاهرا وباطنا.

ولفت: العزيز ظاهرا بموجب أن هذا اسم منصبه، والعزيز باطنا بالعلوم الإلهية التى جعلت عزيز مصر قبله وملك مصر واعيان مصر يخضعون لعلومه وتدبيره الذى هو فوق تدابير عقول كل من تقلد المنصب قبله فالعلوم والفتح والفيض الذى بموجبه تقلد منصب العزيز هو حقيقة كونه عزيزا.

وتابع: فالعزيز فى حقه أثر من آثار تجلي الحق عليه باسمه العليم، وباسمه القهار، وباسمه الفتاح، ومجموع ذلك يظهر لنا أن الله أعز جانبه، وأظهر شرفه ومكانته، واعلى قدره، فجعله قطب أحداث زمانه، فهو أجلُّ أهل عصره رتبة وعلما وفتحا وعزة، حتى إن أنبياء زمانه (كأبيه يعقوب) ليسجدون له إقرارا منهم بتفرده فى عزته وفي فضل الله عليه، (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا).

وأردف: فسبب كون يوسف عزيزا ليس المنصب، بل العلوم والمعارف الإلهية، التى جعلته هو الفرد الكامل فى هذا الوصف، ظاهرا بحكم اسم منصبه، وباطنا بموجب تجليات إلهية عليه لا ينالها كل من تقلد منصبه وسمى عزيزا قبله، ولذلك فقد لخص هو عليه السلام خلاصة كل هذا فى خواتيم أمره إذ قال: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِى مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) فهذه حقيقة مقومات كونه عزيزا.

وأوضح: فشتان ما بين عزيز تولى المنصب قبله، وسمى عزيز مصر، وقام بأعبائه قدر وسعه وطاقته، وأخطأ وأصاب فيه، ثم مضى إلى ربه بتجربة بشرية خلط فيها عملا صالحا وآخر سيئا، وقد طواه الزمان فلا نعرف حتى اسمه. وما بين عزيز تولى منصبه بموجب التمهيد والتدبير الإلهي العجيب (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ)، وفتح الله له بالفتوحات والعلوم الباطنة والظاهرة، فعمر منصبه هذا بعلوم أعجزت العباقرة والخبراء فى ذلك المجال، (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا)، فقام بأعباء منصب العزيز على نحو متفرد يتردد من خلال القرآن إلى يوم الدين فهو العزيز على الحقيقة وحده هو كاملٌ فى عزه، متفرِّدُ.

وأتم “الأزهري”: وختاما فقد سئل سيدنا على بن أبى طالب قال (ما عندنا إلا ما فى القرآن، إلا فهما يعطي رجل من الكتاب) فهذا الفهم الذى فتحه الله لي، فمن قبله فبها ونعمت، ومن استغربه ورفضه فلا أعتب عليه.


تابعنا على وسائل التواصل الإجتماعي :
Previous Article

كل ماتحب أن تعرفه عن شخصية برج الأسد

Next Article

أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه

Related Posts