تصفح

من هو الجنيد السائح البغدادي

هو: منبع نور الآفاق، مظهر سر الخلاق، مخزن الأسرار العلية, الواقف على نبوة الأنبياء, المزين بفنون العلم، المتوشح بجلاليب التقوى والحلم, المنوَّر بخالص الإيقان، المؤيد بثبات الإيمان، العالم بمودع الكتاب، العامل بحكم الخطاب، الموفق فيه للبيان والصواب، كان كلامه بالنص مربوطًا، وبيانه بالأدلة مبسوطًا, شيخ المشايخ فى الطريقة، وإمام الأمة فى الشريعة الجنيد بن محمد بن الجنيد القواريرى، أبو القاسم وهذه كنيته.

إسمه ولقبه

هو: منبع نور الآفاق، مظهر سر الخلاق، مخزن الأسرار العلية, الواقف على نبوة الأنبياء, المزين بفنون العلم، المتوشح بجلاليب التقوى والحلم, المنوَّر بخالص الإيقان، المؤيد بثبات الإيمان، العالم بمودع الكتاب، العامل بحكم الخطاب، الموفق فيه للبيان والصواب، كان كلامه بالنص مربوطًا، وبيانه بالأدلة مبسوطًا, شيخ المشايخ فى الطريقة، وإمام الأمة فى الشريعة الجنيد بن محمد بن الجنيد القواريرى، أبو القاسم وهذه كنيته.

ولقبه القواريري (لأن أباه كان يبيع الزجاج )(أو كان يبيع قوارير الزجاج) والخزاز (أى يبيع الخز وهو الحرير), ولقب بالبغدادي نسبة إلى بغداد (عاصمة دولة العراق لها حضارة قوية ومنها علماء أجلاء).

نسبه ونشأته

أصله من نهاوند–بلد قديمة من بلاد الجبل قرية من همذان، لكنه ولد ونشأ وترعرع في بغداد.

انتسابه إلى شيخه السرى السقطى رضى الله عنه

أخذ التوصف من يد خاله السرى السقطى رضى الله عنه، والحارس المحاسبى.

كانت ولادته عام 215 هجرية ووفاته 298 هجرية.

يعد شيخ مذهب التصوف لأنه قيده بالقرآن الكريم وسنة نبيه محمد (ص)

أن الجنيد تلقى التصوف من يد خاله وشيخه السري السقطى, ثم الحارس المحاسبي، لكن شهرته بخاله أظهر، لأنه تربى عنده منذ صغره حتى شب وترعرع بجوار خاله، لذا نجد في سند المشايخ الخلوتية عمومًا، والدومي خصوصًا، أن الجنيد أخذ من السري السقطى، ولذا تجد في توسلاتهم السري ثم الجنيد رضى الله عنهما, ومن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم حتى الجنيد البغدادي, كلهم أسندوا الحديث وأسانيدهم عالية, أثنى عليهم العلماء خيرًا.

مذهبه

في زمن الجنيد رضي الله عنه لقبوه بسيد الطائفة (أي طائفة أهل التصوف), ولكونه من أهل التصوف: لقبوه بلسان القوم، ولكونه من أهل التلطف ومنتهى أهل التعرف فقد سموه بطاووس العلماء،كان على مذهب سفيان الثوري.

قال أبو العباس بن عطاء: إمامنا في العلم، ومرجعنا والمقتدى به الجنيد.

ترجم له أبو صالح الديلمي في (هداية المسترشد) فقال: وأما أبو القاسم الجنيد بن محمد القواريري فقيه العراق وشيخ التصوف من أجلاء المؤمنين أصحاب العكاكيز ، مشهور معروف بالصلاح بين سائر الطوائف… إلى قوله :ولقد كان له كرامات وامارات تخرق العقول وتذهلها.

كان الجنيد متزن الكلم بعيداً عن الشطح الصوفي الذي عرف به بعض المتصوفة .

كان له لسان فقيه وقلب متصوف وقلما جمع أحد هذين الأمرين.

وفي الكلام الذي روي عنه فوائد تبدأ بالاخلاق عند أهل الشريعة وتنتهي بالاعماق عند أهل الحقيقة.

كلام وحكم الجنيد البغدادي

جاء في القشيرية:

– قال الجنيد : التوحيد: إفراد للقدم من الحدث .

– قال الجنيد أول مايحتاج إليه العبد من حكمة: معرفة المصنوع صانعه والمحدث كيف كان إحداثه.فيعرف صفة الخالق من المخلوق وصفة القديم من المحدث ويدل لدعوته ويعترف بوجوب طاعته.

– قال: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.

– وقال: من لم يسمع الحديث ويجالس الفقهاء ويأخذ أدبه عن المتأدبين أفسد من اتبعه.

– وقال: العارف من نطق عن سرك وأنت ساكت.

– وقال: ما أخدنا التصوف عن القيل والقال, بل عن الجوع وترك الدنيا وقطع المألوف, وسئل: ما الفرق بين المريد والمراد؟ فقال: المريد تولته سياسة العلم، والمراد: تولته رعاية الحق، فإن المريد يسير والمراد يطير، وأين الستائر من الطائر.

– وقال: بني الطريق على أربع:

لا تتكلم إلا عن وجود, ولا تأكل إلا عن فاقه، ولا تنم إلا عن غلبة, ولا تسكت إلا عن خشية.

– وقال: صفاء القلوب على صفاء القلوب صفاء الذكر وخلوصه من الشوائب.

– وقال: كلام الأنبياء عن حضور, والصديقين عن المشاهدة.

– وقال: التصديق بعلمنا هذا ولاية، وإذ فاتتك المنة في نفسك فلا تفتك أن تصدق بها في غيرك، فإن لم يصبها وابل فطل.

– وقال: يجعل أحدكم بينه وبين قلبه مخلاة من الطعام، ويريد أن يجد حلاوة المناجاة.

– وقال: ما أخرج الله علماً إلى الأرض وجعل للخلق إليه سبيلاً إلا وجعل لى فيه خطًا ونصيبًا.

– وقال لأبى بكر الشبلي: إن خطر ببالك من الجمعة غير الله فلا تعد ثانيًا، فإنه لا يجئ منك شىء فى الطريق.

– وقال: لو رأيتم الرجل قد تربع في الهواء ومشى على الماء، فلا تلتفتوا إليه حتى تنظروه عند الأمر والنهى، فإن كان عاملاً بالأمر مجتنبًا لما نهى عنه فاعتقدوه, وله غير ذلك الكثير والكثير.

– وقال الجنيد:”محبَّةُ اللهِ لهَا تأثير في محبوبه بين، فالمَحَبَّة نفسها من صفات الذَّات، ولمْ يَزَلْ الله تعالى مُحِبَّاً لأوليائه وأصفيائه، فأمَّا تأثيرها فيمَن أثَّرَت فيهِ؛ فإن ذلكَ من صِفات الأفعال”.

– وقال الجنيد البغدادي : “الناسُ في محبة الله خاص وعام، فالعَوَام نالوا ذلك بمعرفتهم في دوام إحسانه وكثرة نعمه فلم يتمالكوا أن أرضوه، إلاًّ أنهم تقل محبتهم وتكثر على قدر النعم والإحسان ؛ فأما الخاصة فنالوا المحبة بعظم القدر والقدرة والعلم والحكمة والتفرد بالملك ، ولما عرفوا صفاته الكاملة وأسماءه الحسنى لم يمتنعوا أن أحبوه إذ استحق عندهم المحبة بذلك لأنه أهل لها ولو زال عنهم جميع النعم”.

وقال ابن عطاء: ” دخلت عليه، وهو في النزع، فسلمت عليه، فلم يرد، ثم رد بعد ساعة، وقال: ” اعذرني! فإني كنت في وردي “، ثم حول وجهه إلي القبلة ومات “.
وكان عند موته قد ختم القرآن، ثم ابتدأ في البقرة فقرأ سبعين آية “.
وكانت وفاته في شوال، آخر ساعة من يوم الجمعة، سنة سبع وتسعين ومائتين ببغداد. وقيل: سنة ثمان.

وغسله أبي محمد الجريري، صلي عليه ولده، ودفن بالشونيزيه، بتربة مقبرة بغداد، عند خاله سري. وحزر الجمع الذين صلوا عليه، فكانوا ستين ألفاً.
قال أبي محمد الجريري: ” كان في جوار الجنيد رجل مصاب في خربة، فلما مات الجنيد ودفناه، تقدمنا ذلك المصاب، وصعد موضعاً رفيعاً، وقال لي: ” يا أبا محمد! تراني أرجع إلي تلك الخربة بعد أن فقدت ذلك السيد؟! “، ثم أنشد:

واأسفي من فراق قوم … هم المصابيح والحصون!
والمدن والمزن والرواسي … والخير والأمن والسكون
لم تتغير لنا الليالي … حتي توفتهم المنون
فكل جمر لنا قلوب … وكل ماء لنا عيون
ثم غاب عنا فكان ذلك آخر العهد منه “.

وسئل الجنيد عن التوحيد، فأنشد قائلا:
وغني لي من قلبي … وغنيت كم غني
وكنا حيثما كانوا … وكانوا حيثما كنا
فقال السائل: ” وأين القرآن والأخبار؟! ” فقال: ” الموحد يأخذ علي التوحيد من أدني الخطاب “.
وأنشد مرة:
وإن امرءاً لم يصف لله قلبه … لفي وحشة من كل نظرة ناظر
وإن امرءاً لم يرتحل ببضاعة … إلي داره الأخرى فليس بتاجر
وإن امرءاً باع دنيا بدينه … لمنقلب منها بصفقة خاسر.

وسئل عن الفقر فأنشأ يقول:
لا الفقر عار ولا الغنى شرف … ولا شئ في طاعة سرف
قلت: وأستاذ الجنيد محمد بن علي القصاب، أبي جعفر البغدادي. وكان الجنيد يقول ” الناس ينسبوني إلي سري، وإنما أستاذي هذا يعني القصاب.
سئل القصاب: ” ما بال أصحابك محرومين من الناس؟ ” قال: ” لثلاث خصال: أحدها: أن الله لا يرضي لهم ما في أيديهم، ولو رضي لهم ما لهم لترك ما لأنفسهم عليه.
وثانيها: أن الله لا يرضي أن يجعل حسناتهم في صحائفهم، ولو رضي لهم لخلطهم بهم.
وثالثها: أنهم قوم لم يسيروا إلا إلى الله، فمنعهم كل شيء سواه وأفردهم به “.

أصحاب الجنيد

ومن أصحاب الجنيد أبي محمد أحمد بن محمد بن الحسين الجريري، وأبن الأعرابي أبي العباس احمد بن محمد بن زياد، وكذا اسماعيل بن نجيد؛ أما الشبلي فسيأتي.
وصحبه علي بن بندار أبي الحسن الصيرفي، من جلة مشايخ نيسأبير. صحب أيضاً الحيري، وكتب الحديث الكثير، وكان ثقة. رزق من رؤية المشايخ وصحبتهم ما لم يرزق غيره. مات سنة تسع وخمسين وثلثمائة.


تابعنا على وسائل التواصل الإجتماعي :
Previous Article

تقوية وتحسين أداء الذاكرة بلا دواء

Next Article

فوائد العنب الصحية

Related Posts