
100000 عين مركبة و 200,000 جناح و 300,000 ساق . في ذروة الموسم في أوائل الصيف، تتكون خلية نحل العسل الواحدة من حوالي 50,000 نحلة .ما يبدو للوهلة الأولى وكأنها فوضى كاملة هو في الواقع خلية منظمة تماما يقوم عليها هذا المخلوق الخارق. جميع أفراد مجتمع الخلية، سواء كانت الملكة ,العاملات أو االذكور جميعهم يسعون لتحقيق نفس الهدف وهو ضمان بقاء الخلية وانتاجها. لتحقيق هذا الهدف، يتم تقسيم أدوار نحل العسل بصورة واضحة إلى:
الملكة

تذهب في رحلتها للزواج بالذكور وتستهلك حوالى 10 ملايين من الحيوانات المنوية لاتمام عملية الاخصاب للمرة واحدة فقط. بعد ذلك، تضع ما يقرب من 2,000 بويضة مخصبة وغير مخصبة يوميا في خلايا الحضنة . وهذا يصل إلى 200,000 بيضة في الموسم الواحد. تخرج الشغالات من البويضات المخصبة، و الملكة الجديدة , أما الذكور فتخرج من البويضات غير المخصبة.
فضلاً عن وضع البيض تسيطر الملكة على كل ما يحدث في الخلية من خلال الفيرومونات. وهى مواد تدعم سلوك التعلم عند الشغالات، و تبقيهم معا (حتى وهم فى اسراب)، وتوقف تطور المبايض تكون ملكات جديدة، كما تجذب الذكور خلال موسم التكاثر.
كل عام تجهز الملكة الطريق لخليفتها. قبل أن تغادر الخلية في أوائل الصيف في سرب من آلاف النحل، تضع البيض فى خلايا ملكية معدة لهذا الغرض, ويتم تربية ملكة جديدة. السرب يستقر في مجموعات ضخمة، و يبحث عن منزل جديد، الكثير من السعادة للنحالين حيث انهم يتمكنوا من جمع السرب من الشجرة وبالتالي امتلاك خلية نحل جديدة . ولكن هذا أيضا يفيد للنحل، حيث أن نحل العسل لا يستطيع البقاء في البرية بدون منزل.
العاملات

الغالبية العظمى من النحل في الخلية من العاملات. بدونهم لا يمكن أن تتواجد لا الملكة ولا الذكور. تتغذى هذه الإناث العقيمة بغذاء ملكات النحل في البداية، وبعد ذلك يتم تغذيتها بالعسل والرحيق أو حبوب اللقاح والقليل من الماء.
بعد 21 يوما تخرج العاملة الجاهزة كاملة من الخلية مع ذنب بالمؤخرة للدفاع عن نفسها وتظل تعمل لخدمة الخلية وافرادها حتى تموت.وهي تقوم تقريبا بكل المهام في الخلية اعتمادا على مرحلتها العمرية , وفي الشتاء الهادىء تكون أكبر سنا.
تمكث العاملة في البداية لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع في الخلية، تنظف الخلايا، تاخذ الرحيق وحبوب اللقاح من النحل العائد للخلية من الحقول ، و تغذي عليه اليرقات الكبيرة والصغيرة، كما تبنى أشكال سداسية جديدة من الشمع ، و تنظم درجة الحرارة والرطوبة في الخلية و تعمل و بصورة أساسية كحارس بمدخل الخلية. في النصف الثاني فقط من حياتها تعمل على جمع الغذاء والبحث في المناطق المحيطة بالخلية عن الرحيق وحبوب اللقاح والماء وتوفير كل ما هو لازم لضمان استمرارية الحياة لجميع الموجودين بالخلية.
ذكور النحل

تقضي ذكور النحل وقتا صعبا فى مجتمع الخلية، وليس فقط لأنها أقلية. بعد أن تخرج في فصل الربيع من البيض غير المخصب، تصبح المهمة الوحيدة للذكور في الحياة هي أن تخصب الملكة. تكون الامور جيدة للذكور لعدة ايام فقط. ولكن في شهر مايو بمجرد أن تصبح الذكور التي بلا ذنب ناضجة جنسيا، تكون قد اقتربت النهاية.
يتنافس الذكر مرارا وتكرارا مع آلاف الذكور في ما يسمى بمناطق طيران التزاوج الجماعي ليتزاوج مع الملكة. إذا نجح في الوصول للملكة، فإنه يستخدم كل حيواناته المنوية ويموت. في الصيف، في نهاية سنة النحل , تصبح الذكور المتبقية من عملية التلقيح معزولة اجتماعيا. وترفض العاملات اعطائهم الغذاء , ينفوا بعيدا وتمنع عودتهم إلى مجتمع الخلية مرة اخرى.
خلية النحل وبناء الشمع

خلايا النحل هى أعمال فنية وكذلك بيوت لنحل العسل .و فى هذه الأيام نادرا ما يتواجد النحل في البرية كما فى تجاويف الأشجار. بشكل عام يوفر مربوا النحل السكن لمستعمرات النحل ، والتي تعرف بخلايا النحل. تتكون خلية النحل حتى خمسة من البراويز الخشبية أو البلاستيكية و التي توضع فوق بعضها البعض، يوضع بداخلها الإطارات الخشبية التي تمثل أساس بناء أقراص شمع العسل .توجد فتحة الطيران فى الجزء السفلي من الخلية ، كما يمكن إزالة الغطاء.
تقوم العاملات ببناء شمع العسل في البراويز الخشبية من أعلى إلى أسفل، وذلك باستخدام الشمع الذى تنتجه من أجسادها، عن طريق تجميع قشور الشمع الصغيرة وعجنها فى فمها وخلطها مع بعض الافرازات الغددية التى تفرز فقط لهذا الغرض . يتم إضافة قشورالشمع المعدة بهذه الطريقة بسلاسة إلى أقراص العسل .
125,000 قشرة شمعية صغيرة يتم إستخدامها لعمل 100 غرام من الشمع. والذي ممكن أن يستخدم لبناء حوالي 8,000 خلية لتخزين حبوب اللقاح العسل، وكذلك لتربية الصغار.
هذه الأعجوبة الهندسية والمعمارية ليست مجرد خلية لعلماء الرياضيات. بداية، الخلايا تكون دائرية أو اسطوانية تقريبا. بسبب الحرارة التي يسببها النحل داخل الخلية فقط ,تصبح الخلايا دافئة ومرنة وتتخذ بصورة طبيعية الشكل الأكثر اقتصادية وكفاءة من منظور الطاقة – وهو الشكل السداسي.
يربى النحل الصغير في وسط خلية النحل. وبمجرد ان تصبح اليرقات كبيرة بما يكفي ، يتم تغطية خلايا الحضنة بغطاء من الشمع. تخزن حبوب اللقاح في خلايا الحضنة بجانب وتحت عش الحضنة ولا يتم تغطيتها . ويخزن العسل فى اعلى الخلية ويغطى بغطاء من الشمع.
يربى النحل الصغير في وسط خلية النحل. وبمجرد ان تصبح اليرقات كبيرة بما يكفي ، يتم تغطية خلايا الحضنة بغطاء من الشمع. تخزن حبوب اللقاح في خلايا الحضنة بجانب وتحت عش الحضنة ولا يتم تغطيتها . ويخزن العسل فى اعلى الخلية ويغطى بغطاء من الشمع.
في أغلب أوقات العام، تكون درجة الحرارة في الخلية مثالية وتقدربـ 35 درجة مئوية. وبوجود كثافة كبيرة من الحشرات في الخلية المغلقة, تكون هذه ظروف مثالية لانتشارالأمراض. لكن النحل مستعد جيدا لهذه الظروف أيضا. حيث انه ينتج مادة تسمى بالبروبوليس من راتنجات الشجر وحبوب اللقاح،والتي يستخدمها لاغلاق الثقوب الصغيرة، الصدوع والشقوق بحيث يتم ابعاد الآفات خارج الخلايا . أما بداخل الحضنة فيتم تغطية الخلايا بطبقة رقيقة من البروبوليس للحماية من الطفيليات .واذا اصبحت الخلية حارة،جدا , يبدأ النحل بتوليد تيار تبريد للهواء باستخدام حركات الأجنحة عند فتحة الطيران. وتزداد عملية التبريد ببخر الماء الذي يتم توفيره عن طريق العاملات . واذا اصبح العش باردا ، فيقوم النحل المسئول عن التسخين بزيادة درجة الحرارة في الخلايا الفارغة بين الحضنة بإستخدام إهتزازات العضلات.
المصادر
https://www.bee-careful.com/mea/bee-life/bee-community/