تصفح

كتاب الإيضاح في الخير المحض لأرسطو طاليس

كل نفس شريفة فهي ذات ثلاثة أفاعيل : فعل نفساني ، وفعل عقلي ، وفعل إلهي . فأما الفعل الإلهي فإنها تدير الطبيعة بالقوة التي فيها من العلة الأولى . وأما فعلها العقلي فإنها تعلم الأشياء بقوة العقل التي فيها . وأما الفعل النفساني فإنها تحرك الجرم الأول وجميع الأجرام الطبيعية لأنها هي علة حركة الأجرام وفعل الطبيعة .



بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقي إلا بالله

كتاب الإيضاح لأرسطوطاليس

في الخير المحض

1 – الباب الأول

قال : كل علة أولية فهي أكثر فيضاً على معلولها من العلة الكلية) الثانية . فإذا

رفعت < العلة” > الكلية الثانية قوتها عن الشيء ، فإن العلة الكلية الأولى لا ترفع

قوتها عنه ، وذلك أن (العلة(٢) > الكلية الأولى تفعل في معلول العلة الثانية قبل أن تفعل

فيه العلة الكلية الثانية التي تليه . فإذا فعلت العلة الثانية التي تلى المعلول لم يستغن فعلها عن

العلة الأولى التي فوقها . و إذا فارقت < العلة > الثانية المعلول الذي يليها لم تفارقه العلة

الأولى التي فوقها ، [ 1 ] لأنها علة لعلته . فالعلة الأولى إذن أشد علة للشيء من علته

القريبة التي تليه .

ونحن ممثلون ذلك بالأنية والحي والإنسان ، وذلك أنه ينبغي أن يكون للشيء(3) أنية

أولاً ثم < يكون > حيا ثم إنسانا : « فالحى” » هو علة الإنسان القريبة ، و « الأنية »

هي علته البعيدة : « فالأنية » أشد علة) للإنسان من « الحي » ، لأنها علة ل« الحى »

الذي هو علة للإنسان . وكذلك إذا جعلت النطق علة للإنسان ، كانت الأنية أشد

علة للإنسان من النطق لأنها علة لعلته . والدليل على ذلك < أنه > إذا رفعت « القوة

الناطقة » عن الإنسان لم يبق إنسانا و بقى حيا متنفـسا حساساً ؛ وإذا رفعت عنه « الحى »

(۱) ص : الثانية الكلية . وقد أثبتها به كما ترى ، وهو أوضح لهذا أخذنا بتصحيحه .

(۲) الملا : أضافها ب

(۳) يصححه بردنهيفر : الشيء ، ولا داعي لهذا التصحيح .

(4) فوقها تصحيح خط حديث : علية ، س : الانسان

(۰) ص : لا علة الحي .

(6) ص : الإنسان .

[۱۲] لم يبق حيا ويبقى أنيا) ، لأن الأنية لا ترتفع عنه ، ويرتفع « الحى ، لأن العلة

لا ترتفع بارتفاع معلولها ؛ فيبقى الإنسان أنيا : فإذا لم يكن الشخص إنساناً كان حيواناً ،

وإن لم يكن حيوانا كان أنيا فقط .

فقد بان ووضح أن العلة الأولى البعيدة أكثر إحاطة وأشد علة للشيء من علته القريبة(3).

من أجل ذلك صار فعلها أشد لزوما للشيء من فعل علته القريبة . وإنما صار هذا على هذا

لأن الشيء إنما ينفعل أولاً من القوة البعيدة ، ثم ينفعل ثانيا من القوة التي هي دون

الأولى ، والعلة < الأولى) > قد تعين العلة الثانية على فعلها ، لأن كل معلول علة تفعله

العلة الثانية والعلة الأولى) أيضاً لكنها(٧) تفعله بنوع آخر أعلى وأرفع [ ٢ – ] . وإذا

رفعت العلة الثانية < عن > معلولها لم تفارقه العلة الأولى ، لأن فعل العلة الأولى أعظم

وأشد لزوما للشيء من فعل علته القريبة . و إنما ثبت معلول العلة الثانية بقوة العلة الأولى ،

وذلك أن العلة الثانية إذا فعلت شيئا أفاضت العلة الأولى التي فوقها < على ذلك الشيء

من قوتها ، فتلازمه (۸) > لزوماً شديداً وتحفظه .

فقد بان ووضح أن العملة الأولى هي أشد علة للشيء من علته القريبة التي تليه ، وأنها

تفيض قوتها عليه وتحفظه ، ولا تفارقه مفارقة علته القريبة ، وقد تبقى فيه وتلزمه لزوماً شديداً

على ما بينا وأوضحنا .

2 – الباب الثاني

كل أنية بحق إما تكون أعلى من الدهر وقبله ، و إما [ ١٣ ] مع الدهر ، وإما بعد

(1) أنيا – نسبة إلى أنية — أي : موجوداً .

(۲) س : وانا .

(۳) يضيف ب : ومن – ولا داعي إلى هذا .

(1) مكنا را به اعتمادا على العربية اللاتينية a vialule !k ntinura ؛ وفي العالوا : العربية .

(۰) أضافها ب .

(6) في النص تصحيح بخط أحدث هكذا : لأن لكل معلول عاة .

(۷) مي : لأنها (ن) .

(8) أضافه به ، إذ في الثاني : super illam irin de virtule sua, quare adhaeret illad

الدهر وفوق الزمان . أما الأتية التي قبل الدهر فهي العلة الأولى لأنها علة له ؛ وأما

< الأنية > التي مع الدهر فهي العقل ، لأنه الأنية الثانية(3) ؛ وأما الأنية التي

بعد الدهر وفوق الزمان فهي النفس ، لأنها في أفق الدهر سفلاً وفوق الزمان . – والدليل

على أن العلة الأولى قبل الدهر “بين (4) ، وذلك(*) أن الأنية فيه مستفادة ؛ ونقول : كل

دهر أنية ، وليس كل أنية دهراً – فالأنية أكثر < سعة(٢) من الدهر . والعلة الأولى

فوق الدهر ، لأن الدهر معلول منها ، والعقل(٧) يحاذي(۸) الدهر ، لأنه ممتد معه ولا يتغير

ولا يستحيل . والنفس لاصقة مع الدهر سفلاً ، لأنها أسفل تأثيراً من العقل ، ومن فوق

الزمان [ 3 – ] لأنها علة الزمان .

3 – الباب الثالث

كل نفس شريفة فهي ذات ثلاثة أفاعيل : فعل نفساني ، وفعل عقلي ، وفعل إلهي .
فأما الفعل الإلهي فإنها تدير الطبيعة بالقوة التي فيها من العلة الأولى . وأما فعلها العقلي فإنها
تعلم الأشياء بقوة العقل التي فيها . وأما الفعل النفساني فإنها تحرك الجرم الأول وجميع الأجرام

الطبيعية لأنها هي علة حركة الأجرام وفعل الطبيعة .

وإنما فعلت النفس هذه الأفاعيل لأنها

مثال من القوة العالية ، وذلك أن العلة الأولى أبدعت أنية النفس بتوسط العقل ، ولذلك صارت

النفس تفعل فعلا إلهياً . فلما أبدعت العلة الأولى [ 14 ] أنية النفس صيرتها كسياق (۱۰) العقل

يفعل العقل فيها أفاعيله ، فلذلك صارت النفس العقلية تفعل فعلا عقلياً .

(1) يصححها ب : وأما – ولاداعي لهذا التصحيح ،

(۲) اضافه به .

( 3 ) في الأصل قبل التصحيح : وأما التي مع الدهر فهي العقل لأنه أتجته الثانية التي بعد الدهر وفوق الزمان .

(1) كتبها ب : بعينه ولا معنى لها ؛ نصحناها كما ترى . وفي ص : تعينه ، بينة .

( ه ) يصححه ل : فذاك — وهو تصحيح غير وجيه .

( ؟ ) يضيف به : وتقول ( إن كل .. – ولا داعي لهذه الإضافة إذ الكلام يستقيم دونها .

(۷) ص : والمال تحاذي الدهر .

( ۸ ) كتبها به : تجارى — ولعل الصواب كما أثبتنا ، وكما يدل عليه الرسم في المخطوط .

( 1 ) أي : والنفس من فوق الزمان .

(۱۰) بصححها ب: كبساط – ولا داعى لهذا التصحيح ، والسبب أنه قرأها : كنسان ، كنشاق(!)

فلما قبلت النفس تأثير العقل صارت أدنى فعلا منه في تأثيرها فيما تحتها ، وذلك لأنها

لا تؤثر في الأشياء إلا بحركة ، أعنى أنه (1) لا يقبل ما تحتها فعلها إلا أن تحركه ؛ فلهذه

العلة صارت النفس تحرك الأجرام ، فإن من خاصة النفس أن تحيى الأجسام إذا فاضت (۲)

عليها قوتها وتسددها أيضاً إلى الفعل الصواب .

فقد وضح الآن أن النفس ذات أفاعيل ثلاثة ، لأنها ذات قوى ثلاثة : قوة إلهية ،

وقوة (3) عقلية ، وقوة ذاتية – على ما وصفنا و بينا.

4 – الباب الرابع

إن أول الأشياء [ 4 ب ] المبتدعة الأنية ، وليس من ورائها مبتدع آخر ، وذلك أن

الأنية فوق الحس وفوق النفس وفوق العقل . وليس بعد العلة الأولى أوسع ولا أكثر

معلولات منها ، ولذلك صارت أعلى الأشياء المبتدعة كلها وأشدها اتحاداً . و إنما صارت

كذلك لقربها من الأنية المحضة الواحد الحق الدي ليس فيه كثرة من الجهات(4) .

والأنية المبتدعة – وإن كانت واحدة – فإنها تتكثر أعنى أنها تقبل الكثير ؛ وإنما

صارت كثيرة لأنها ، و إن كانت بسيطة ليس في المبتدعات أبسط منها ، فإنها مركبة من

نهاية ولانهاية ؛ وذلك(5) أن كل ما كان منها على العلة الأولى فهو عقل تام كامل غاية(6)

في القوة ، وسائر’ [ 5 ] ] الفضائل والصور العقلية فيه”) أوسع وأشد كلية ، والأسفل

(۸) فهو عقل أيضاً ، إلا أنه دون ذلك العقل في التمام والقوة والفضائل ، وليست الصور

(1) من : لأنه

(۲) كتبها ب : أفاضت – ولا داعي لهذا ، إذ في المخطوط كما أنينا

(۳) وقوة عقلية : أضافها في الهامش بخط آخر

(4) مهاب : « الجهات الأشخاص » – ولا معنى لهذا وفى اللاتيني esse puro et uni vera

in quo non est multitude aliquorum madorum : الأنية المحضة الواحدة الحقنة التي ليس فيها

كثرة من الجهات ألينة

.

(۰) مي : فلتك ، والتصحيح عن ب

(1) يريد ب تصدها : في غاية القوة – ولا داعي لهذا .

(۷) ش : فيها ( والتصحيح عن ما ) .

(۸) ص : منها (ب) .

العقلية فيه(1) أوسع كسعتها في ذلك العقل . والأنية المبتدعة الأولى عقل كلها ، إلا أن العقل

فيها ” يختلف بالنوع الذي ذكرنا ، فلما اختلف العقل ، صار هناك صور عقلية مختلفة .

وكما أن الصورة الواحدة إذا اختلفت في العالم السفلى” حدث منها أشخاص لا نهاية لها في

الكثرة – كذلك الأنية الأولى المبتدعة : لما اختلفت ظهرت الصور التي لا نهاية لها ،

إلا أنها و إن اختلفت فإنها لا يتباين [ ه ب ] بعضها من بعض كمباينة الأشخاص ، وذلك

أنها تتحد من غير تفاسد ، وتتفرق من غير تباين ، لأنها واحد ذات كثرة وكثرة

واحدانية(5) .

والعقول الأول تفيض على العقول الثواني الفضائل التي تنال من العلة الأولى ، < >(۱)

تنسلك (٧) الفضائل فيها إلى أن تبلغ آخرها . والعقول العالية الأول التي تلى العلة الأولى

تؤثر الصور (۸) الثابتة القائمة التي لا تدثر فلا تحتاج إلى إعادتها مرة أخرى ) . وأما العقول

الثواني – فتؤثر الصور المائلة الزائلة كالنفس فإنها من تأثير العقول الثوانى(١٠) > التي تلي

الأنية المبتدعة سفلاً . وإنما كثرت الأنفس بالنوع بالذي به تكثرت العقول ، وذلك أن

أنية النفس أيضاً ذات نهاية ؛ وما كان منها سفلاً فغير منناء . فالأنفس التي تلى العقل تامة .


(۱) ص : فيها ( والتصحيح عن ب ) .

(۲) ص : فيه ( ب ) .

(۳) س : صورة ( ب ) .

(4) س : ظهر الصورة .

( ه ) ص : واحدانية . ويصححها ب : وحدانية ، ونحن تفضل بقاءها كما هي ، لأنها صورة قديمة

مأخوذة مصدراً صناعياً من : – واحد ) .

( 6 ) الواو أضفناها .

(۷) ص : يغسلك ( بغير نقط ) ؛ ويصححها ب : وتسلك – والأرجح ما أثبتا .

( ۸ ) س : الصورة .

۹۱) ص : آخرة . وفي به : : به : فتحتاج – وهو غلط .

ا 1 :: الصور الة , الوان : ناقس في الخطوة ، وأورده به في ترجمة ركيكة فأصلحناها ؛

prarunt formas declines,

intelligentiae autem secundae

die sleut est anime. Ipsa naqur est ex impressione intelligemata

كاملة [ قليلة الميـل والزوال(۱) ] . والأنفس التي تلي < الأنية” > سفلا هي في التمام

والميلان” دون < الأنفس(4) > العالية . والأنفس المالية تفيض بالفضائل ، التي تقبل

من العقل ، على الأنفس < السفلية ) > . وكل نفس تقبل من العقل قوة أكثر فهي

على التأثير أقوى ، ويكون المؤثر فيها ثابتا باقياً ، وتكون حركته حركة مستديرة متصلة .

وما كان منها قوة العقل فيـه أقل(٧) ، يكون في التأثير دون الأنفس الأول ، ويكون

المؤثر منها ضعيفاً مستحيلا دائراً ، إلا أنه ، وإن كان كذلك ، فإنه يدوم بالكون .

فقد استبان لم صارت الصور (8) المقلية كثيرة ، وإنما هي أنية واحدة مبسوطة

ولم صارت الأنفس كثيرة ، بعضها أقوى من بعض ، وأنيتها واحـدة مبسوطة(1)

لا خلاف فيها .

5 – الباب الخامس

إن العـلة الأولى أعلى من الصفة . وإنما عجزت الألسن عن صفتها من أجل وصف

أتيتها لأنها فوق كل علة واحدة . وإنما وصفت العلل(١٠) الثواني التي استنارت من نور

العلة الأولى ، وذلك أن العلة التي تنير أولا تنير معاولها ، وهي لا تستنير(۱) من نور آخر.

(۱) وردت ثم رمج عليها الصحيح بخمل آخر

( ٢ ) أضافها ب ؛ وفي التصحيح على النسخة : العقل

(۳ ) يريد ب تصحيحها : في التمام والكمال ( ! ) – ولا ندري لماذا يريد تصحيحها هكذا مع

أنها في الترجمة اللاتينية التي نشرها، ( ص ١٦٨ س ۷ – س ۸ ) مي كما في النص العربي المخلوط مكنا :

6

anim: e quae sequuntur esse inferius sunt in complemento et declinatio sub animabus

superioribus.

( 4 ) أضافها ب ، وهي مفهومة من السياق بغير حاجة إلى ذكرها .

( ه ) أضافها ب .

(6)

: حركته جزء له مستديرة (!)

( ۷ ) في السلب : أكثر ، وفي الهامش : أقل .

( ۸ ) س : الصورة .

(۱) ص : مبسوط .

(۱۰) بريد ب تصحيحها مكذا : بالملل – بمعنى أن العملة الأولى إنما توصف بواسطة السلل الثواني –

وليس هذا قصد المؤلف هنا ؛ فالتصحيح غير وجيه ، لهذا أثبتنا الناس على حاله كما بدا الكلام الوارد بعده ،

وإلا لناقض جميع ما يقوله بعد ذلك

(۱۱) م : وهي الستين من نور آخر .

لأنها هي النور المحض الذي ليس فوقه نور . فمن ذلك صار الأول وحده يفوت الصفة .

وإنما كان كذلك(1) لأنه ليس فوقه علة يعرف بها . وكل شيء إنما يعرف ويوصف من

تلقاء علته . فإذا كان الشيء علة فقط وليس بمعلول ، لم يعلم بعلة أولى ولا يوصف لأنه أعلى

الصفات ؛ [۱۷] وليس”) يبلغه المنطق ، وذلك أن الصفة إنما تكون بالمنطق ،

والمنطق بالعقل ، والعقل بالفكر ، والفكر بالوهم ، والوهم بالحواس – والعلة الأولى فوق

الأشياء كلها لأنها علة لها ، فلذلك صارت لا تقع تحت الحس والوهم” والفكر والعقل

والمنطق ؛ فليست إذا بموصوفة .

وأقول أيضاً : إن الشيء إما أن يكون محسوساً فيقع تحت الحواس ؛ وإما أن يكون

متوهما فيقع تحت الوهم ؛ وإما أن يكون ثابتاً قائماً على حال واحدة لا يتغير فيكون معقولاً ؛

وإما أن يكون متغيراً دائر)(5) واقعاً تحت الكون والفساد فيكون واقعاً تحت الفكرة . والعلة

الأولى فوق الأشياء العقلية الدائمة ، [ ۷ ] وفوق الأشياء الدائرة ولذلك لا تقع عليها

الحواس ولا الوهم ولا الفكرة ولا العقل ؛ وإنما يستدل عليها من العلة الثانية وهى العقل .

و إنما تسمى باسم معلولها < الأول) > بنوع أرفع وأفضـل ، لأن الذي للمعلول(4) .

للعلة أيضاً إلا أنه بنوع أرفع وأفضل وأكرم ، كما بينا .

6 – الباب السادس

العقل جوهر لا يتجزأ . وذلك أنه إن كان ليس بعظم ولا بجسم ولا يتحرك –

فلا محالة أنه لا يتجزأ . وأيضا فإن كل متجزئ إما أن يتجزأ بالكثرة ، وإما في العظم .

(۱) ص : ذلك ( والصحيح عن ب ) .

(۲) س : يبلغها .

(۳) ص : الحس والوهم من العقل والنطق فليست …

(4) مصححه في المخطوط بقلم حديث : وتقول أيضاً .

: دايراً



(6) ص : الحواس والأوهام ولا … ( والتصحيح عن ب ) .

(۷) ناقصة وأضافها ب .

(۸) ص : الملول هو الدلة … – وهو تحريف لا يؤدي معنى ؛ وقد أثبته ب على هذا التحريف .

وإما في حركته(۱) ؛ فإذا كان الشيء على هذه الحال ، كان تحت الزمان ، لأنه إنما يقبل

التجزئة [ 18 ] في زمان . وليس العقل داخلا (۲) تحت الزمان ، بل هو مع الدهر ، فلذلك

صار أرفع وأعلى من كل جسم وكل كثرة . إن ألفيت فيه كثرة فإنما تلقى فيه” موحدة

كأنها شيء واحد . فإذا كان العقل على هذه الصفة لم يقبل التجزئة ألبتة . والدليل على ذلك

رجوعه إلى ذاته ، أعنى أنه لا يميز مع الشيء المميز ، فيكون أحد طرفيه نابيا* من

الآخر . وذلك أنه إذا أراد علم الشيء الجسماني) المتد امتد معه وهو ثابت قائم على حاله

لأنها صورة لا يضيق(٧) عنها شيء ، وليست الأجرام كذلك .

والدليل أيضاً على أن العقل ليس بجرم ولا يتجزأ –جوهره وفعله : فإنهما شيء واحد .

والعقل كثير من تلقاء الفضائل [ ٢٨ ] الآتية إليه من العلة الأولى . وهو ، ، وإن تكثر

بهذا النوع ، فإنه ما قرب من الواحد صار واحداً لا ينقسم . والعقل لا يقبل التقسيم لأنه

أول مبدع أبدع من العلة الأولى : فالوحدانية) أولى به من الانقسام .

فقد صح أن العقل جوهر ، ليس بعظم ولا جسم ، ولا يتحرك بنوع من أنواع الحركة

الجسمانية . ولذلك صار فوق الزمان ، كما بينا .

7 – الباب السابع


كل عقل يعلم ما فوقه وما تحته . إلا أنه يعلم ما تحته بأنه علة له ، ويعلم ما فوقه لأنه

يستفيد منه الفضائل . والعقل جوهر عقلى . فعلى نحو جوهره يعلم الأشياء التي يستفيدها من

(۱) س : حركة

(۲) س : داخل

(۳) کتبها ب : موجودة – مع أنها في المخطوط : موحدة – وهو الصواب .

(4) مصححة بخط أحدث : يتميز .

(۰) س : ثابتاً ( والتصحيح عن ب ) .

(6) أوردها به كما في النص : المميز ميز معه ، رغم أنه يترجمها : ,wenn sie sin koerperliches

anagedehmles Ding erkenmen will, so dehnt sie sieh no mit ihm aus بمعنى : المد ، عند

(۷) ب : بصيف ( ! ) – ولا معنى لها .

۸) ص : فإنها .

(۱) هكذا في المخطوط بغير ألف بين الواو والماء .

فوق ، والأشياء التي هو لها علة : فهو مميز [ ١٩ ] ما فوقه وما تحته ، و يعلم أن ما فوقه علة له ،

وما تحته معلول منه . ويعرف علته ومعلوله بالنوع الذي هو عليه ، أعنى بنوع جوهره .

وكذلك كل عالم : إنما يعلم الشيء الأفضل والشيء الأدنى الأرذل على نحو جوهره وذاته ،

لا على نحو ما عليه الأشياء . فإن كان هذا هكذا ، فلا محالة إذن أن الفضائل التي تنزل

على العقل من العلة الأولى تكون فيه عقلية ، < وكذلك (۱) الأشياء الجسمانية المحسوسة

تكون في العقل عقلية > . وذلك أن الأشياء التي في العقل ليست الآثار بعينها ، بل هي

على الآثار . والدليل على ذلك أن العقل بعينه علة الأشياء التي تحته بأنه عقل فقط .

فإذا كان(3) العقل علة الأشياء بأنه عقل ، فلا محالة أن علل الأشياء في العقل عقلية أيضاً .

فقد استبان [ ٩ ٧ ] أن الأشياء فوق العقل وتحته قوة عقلية لأنه علة لها . وكذلك

الأشياء الجسمانية مع العقل عقلية ، والأشياء العقلية في العقل عقلية ، لأنه علة لعلتها(*) ، ولأنه

إنما يدرك الأشياء بنوع جوهره : وهو أنه عقل – فيدرك الأشياء إدراكا عقليا — عقلية

كانت الأشياء أم جسمانية .

8 – الباب الثامن

كل عقل إنما ثباته وقوامه في الخير المحض ، وهي العلة الأولى . وقوة العقل أشد

وحدانية من الأشياء الثواني التي بعده لأنها لا تنال معرفته . وإنما صار كذلك لأنه علة

لما تحته . والدليل على ذلك ما نحن ذاكرون : أن العقل مدبر” لجميع الأشياء التي تحته بالقوة

الإلهية [ ١١٠] التي فيه ، وبها يمسك الأشياء لأنه بها كان علة الأشياء . وهو يمسك

(1) وكذلك عقلية ناقصة

(۲) مصححة بظلم آخر هكذا في المخطوط : فإنه عقل فقيل . فإذا كان .

(۳) في الأصل : فقط كان كان ، ثم أصلحت في المخطوط شه كما ترى .

(4) به : بقوة عقلية وكذلك الأشياء . – وقوله : « بالملا » : زيادة في الهامش يخيل حديث .

(۰) به : عله أنيتها – وفي المقوي كما أيقنا ، فلا ندري من أين أتى بما كتب ؛

(1) هـذا الباب نشره Haneberg في Siteungsberkehte der K.bayerishen Ahademie

der Wissenschaften, jahrg. lana في المجلد الأول من ٣٦٩ – ص ۳۷۰ ۰

***

عقلية : ناقصة في المخطوط ، وأوردها ب على أساس الترجمة اللاتينية :

et similiter res corporene, sensibiles sunt in intelligentia intelligibiles.

***


جميع الأشياء التي تحته و يحيط بها ، وذلك أن كل ما كان أولا للأشياء(1) وعلة لهـا فهو

ماسك لتلك الأشياء ومدبر لها ولا يفوته منها شيء من أجل قوته العالية .

فالعقل إذن رئيس جميع الأشياء التي تحته وممسكها ومديرها ، كما أن الطبيعة تدبر


الأشياء التي تحتها بقوة العقل ؛ وكذلك العقل يدبر الطبيعة بالقوة الإلهية . وإنما صار العقل

يمسك الأشياء التي بعده ويدبر لها وتعلو(٢) قوته عليها لأنها ليست بقوة جوهرية له ، بل

هي قوة القوى الجوهرية لأنه عـلة لها . والعقل يحيط بالأكوان الطبيعية وما فوق الطبيعة

[ ۱۰ – ] – أعنى النفس فإنها فوق الطبيعة ، وذلك أن الطبيعة تحيط بالسكون والنفس

تحيط بالطبيعة ، والعقل يحيط بالنفس ، فالعقل إذن يحيط بالأشياء كلها . وإنما صار العقل

كذلك من أجـل العلة الأولى التي تعلو(3) الأشياء كلها لأنها علة العقل والنفس والطبيعة

وسائر الأشياء . والعلة الأولى ليست بعقل ولا نفس ولا طبيعة ، بلى هي فوق العقل والنفس

والطبيعة لأنها مبـدعة لجميع الأشياء ، إلا أنها مبدعة العقل بلا توسط ، ومبدعة النفس

والطبيعة وسائر الأشياء بتوسط العقل . – والعلم الإلهى ليس كالعلم العقلى ولا كعلم النفس ،

بل هو فوق علم العقل وعلم النفس ، لأنه مبدع العلوم . [111] والقوة الإلهية فوق كل قوة

عقلية ونفسانية وطبيعية لأنها علة لكل قوة ؛ والعقل ذوكلية لأنه أنية وصورة ، وكذلك

النفس ذات كلية ، والطبيعة ذات كلية . وليس للعلة الأولى كلية ، لأنها أنية فقط . فإن

قال قائل : لا بد من أن تكون لها كلية – قلنا : كليتها لا نهايتها ، وشخصها الخير

المحض الفيض على العقل جميع الخيرات ، وعلى سائر الأشياء بتوسط العقل .

9 – الباب التاسع

كل عقل فإنه مملوها صوراً ، إلا أن من العقول ما يحيط بصور أكثر كلية ، ومنها

ما يحيط بصور أقل كلية . وذلك أن الصور التي في العقول الثوانى السفلية بنوع جزئي هي


(1) يقرأها ب : الأشياء – ثم يصححها ، مع أنها واضحة في المخطوط كما أثبت .

(۲) كذا في المخطوط وهو الصواب ، وقد قرأها ب : تعلق ( 1 ) .

(۳) يصححها ما نبرج هكذا : تعلق ، ويقبها ب ب كما أثبتناها

(4) س : لأنها

(۰) ص : لا نهاية لها – وقد صححناها كما فعل هالبرج وبردنهيتر .

في العقول الاول بنوع کلی . [ ۱۱ ب ] والصور التي هي للعقول الأول بنوع كلى من

في العقول الثواني بنوع جزئى . وللعقول الأول قوى عظيمة لأنها أشد وحدانية من العقول

الثوانى السفالية . وللعقول الثوانى السفلية قوى ضعيفة لأنها أقل وحدانية وأكثر تكثيراً(٢)

وذلك أن العقول القريبة من الواحد الحق المحض أقل كمية وأعظم قوة . والعقول التي هي

أبعد من الواحد الحق المحض أكثر كمية وأضعف (3) . فلما كانت العقول القريبة من الواحد

الحق المحض أقل كمية(1) عرض من ذلك أن تكون الصور التي تنبجس من العقول الأول

انبجاسا كليا متوحدا تنبجس(*) من العقول الثواني انبجاساً جزئياً متفرقاً .

[ ۱۱۲] ونختصر فنقول : إن الصور التي تأتي من العقول الثـوانى”) هي أصعب

انبجاساً وأشد تفرقا ؛ فلذلك صارت العقول الثواني تلقى أنوارها على الصور الكلية التي

في العقول الكلية فتجزئها وتفرقها لأنها لا تقوى أن تنال تلك الصور على حقيقتها وصورتها

إلا بالنوع الذي يقوى على نيلها ، أعنى بالتفريق والتجزئة ، وكذلك كل شيء من الأشياء

إنما ينال ما فوقه بالنوع الذي يقوى على نيله ، < > بالنوع الذي عليه

الشيء المثال(۸) .

10 – الباب العاشر

كل عقل يعقل أشياء دائمة لا تدثر ولا تقع تحت الزمان ، وذلك أنه إن كان العقل

دائما لا يتحرك ، فإنه علة لأشياء دائمة لا تستحيل ولا تقع تحت الكون والفساد : [۱۲]

وإنما صار العقل كذلك لأنه يعقل بأنيته ، وأنيته دائمة لا تستحيل ولا تتغير . فإن كان

(۱) في المخطوط . بنوع كلى [ هي في العقول الثواني ] والصور التي هي لامقول الأول .

(۲) ص : تكثير

(3) أثبتها ب : وأضف ( قوة > . – ولا داعي لهذه الزيادة

(4) أضاف به هنا زيادات غريبة فأورد نصه كما يلى : أقل كمية وأعظم قوة مرض …

(ه) عند هذا الوضع في الهامش : تايجس أي انفجر

(6) أورد به نمه – بخلاف نس المخطوط – هكذا : من العقول الأول للثواني (1) – ولا ندرى ماذا دعاه إلى مدا !

(7) لا : يضيفها ب ، لأنها في اللاتيني non per modum secunium quam est recepta

(۸) ص : المثال ( بالثاء المثلثة ) .

هذا هكذا ، قلنا إن علة) الأشياء المستحيلة الواقعة تحت الكون والفساد” من علة جرمية

زمانية ، لا من علة عقلية دهرية .

11 – الباب الحادي عشر

الأوائل كلها بعضها في بعض بالنوع الذي يليق أن يكون أحدها في الآخر ، وذلك

أن في الأنية الحياة والعقل ، وفى الحياة الأنية والعقل ، وفي العقل الأنية والحياة ، إلا أن

الأنية والحياة في العقل عقلان ، والأنية والعقل في الحياة حياتان ، والعقل والحياة في الأنية

أنيتان . وإنما كان ذلك كذلك لأن كل أول من الأوائل إما أن يكون علة ، وإما أن

يكون [ ١٣ ١ ] معلولاً . فالمعلول في العلة بنوع العلة ، والعلة في المعلول بنوع المعلول .

ونحن موجزون(۳) وقائلون : إن الشيء الكائن في الشيء بنوع علة إنما يكون. فيه

بالنوع الذي هو عليه : مثل الحس فإنه في النفس بنوع نفساني ، والنفس في العقل بنوع

عقلى ، والعقل في الأنية بنوع أني، والأنية الأولى في العقل بنوع عقلى ، والعقل في النفس

بنوع نفساني ، والنفس في الحس بنوع حتى . ونرجع فنقول : إن الحس والنفس في العقل

والعلة الأولى بنوع < و بنوع > على ما بينا .

12 – الباب الثاني عشر


كل عقل < بالفعل) > فإنه يعقل ذاته ، وذلك أنه عاقل ومعقول معا . فإذا كان

العقل عاقلاً ومعقولاً ، فلا محالة أنه يرى ذاته . < فإذا رأى ذاته > علم أنه عقل يعقل


(۱) علة : يقتر جب جذفها .

(۲) في نص ب هكذا : تحت الكون والفساد فإنها تكون من جرمية ، أعنى من علة جرمية …

والنس كما أنبتنا نحن هنا

(3) في النسخة تصحيح : موضحون . وفي اللاتينية et nos quidem abrewlamus et dicimus

( = ونحن موجزون ونائلون … ) – وسددها ب : ونحن ناصرون .

(1) وبنوع : يضيفها ب وفي اللاتيني : dieamus quod sensus in anima et intelligentla

in causa prima sunt per modos suos

(۰) بالعقل : مصححة بقلم حديث مكان كله ، ولم يثبتها ب

(6) فإذا … ذاته : أضافها ب على أساس اللاتيني : et quando videt essentiam sunpm

ذاته . فإذا علم ذاته علم سائر [ ١٣ ٢ ] الأشياء التي تحته لأنها منه ، إلا أنها فيه بنوع عقلى .

فالعقل) والأشياء المعقولة واحد . وذلك أنه إن كان جميع الأشياء المعقولة في العقل ،

والعقل يعلم ذاته ، فلا محالة أنه إذا علم < ذاته علم سائر الأشياء . و إذا علم > سائر

الأشياء علم ذاته . و إذا علم الأشياء فإنما يعلمها لأنها معقولة . فالعقل إذن يعلم ذاته

ويعلم الأشياء المعقولة معا ، كما بينا .

13 – الباب الثالث عشر

كل نفس فإن الأشياء الحسية فيها لأنها مثال لها ، والأشياء العقلية فيها لأنها علم

لها . وإنما صارت كذلك لأنها متوسطة بين الأشياء العقلية التي لا تتحرك ، و بين الأشياء

الحسية المتحركة . فلما كانت النفس كذلك ، صارت تؤثر الأشياء الجرمية ، فلذلك صارت

علة الأجرام وصارت معاولة من العقل الذي قبلها . [ ١١٤ ] فالاشياء التي أثرت من النفس

< م > في النفس بمعنى مثال(۸) ، أعنى أن الأشياء الحسية مثلث على مثال النفس ،

والأشياء التي تقع فوق النفس هي في النفس بنوع مستفاد .

.

فإذا كان هذا هكذا ، عدنا فقلنا إن الأشياء الحسية كلها في النفس بنوع علة ، غير

أن النفس علة مثالية . وأعنى بالنفس القوة الفاعلة للأشياء الحسية . إلا أن القوة الفاعلة في

النفس ليست هيولية ، والقوة الجرمية في النفس روحانية ، والقوة المؤثرة في الأشياء ذوات –

الأبعاد بلا بعد . وأما الأشياء العقلية في النفس فإنها بنوع عرضي ، أعنى أن الأشياء العقلية

التي لا تتجزأ هي في النفس بنوع يتجزأ ، والأشياء العقلية والوحدانية هي في النفس


(۱) س : والعقل

(۲) في أصل النص : « مع » ، والتصحيح في الهامش .

(۳) ما بين القوسين أضافه به .

(4) الأشياء : مضافة في الهامش

(۰) من : بأنها ( والتصحيح عن ب ) .

(6) في الهامش تصحيح : علة .

(۷) يضيفه به لزيادة الإيضاح .

(۸) في الهامش : مثال < لها >

(۹) بريد به حذف واو الملف



[ ١٤ ٧ ] بنوع تكثير ، والأشياء المقلية التي لا تتحرك هي في النفس بنوع حركة .

فقد استبان أن الأشياء كلها – العقلية والحسية – في النفس ، إلا أن الأشياء الحسية

الجرمية المتحركة هي في النفس بنوع نفسانی روحانی وحداني ، وأن الأشياء العقلية المتوحدة

الساكنة هي في النفس بنوع تكثير متحركة ) ، كما بينا .

14 – الباب الرابع عشر

كل عالم يعلم ذاته هو راجع إلى ذاته رجوعا تاما . وذلك أن العلم إنما هو فعل

(على) > . فإذا علم العالم ذاته ، فقد رجع بعلمه إلى ذاته ، و إنما يكون هذا هكذا ، إذا

،

كان العالم والمعلوم شيئاً واحداً ، لأن علم العالم لذاته يكون منه وإليه : يكون منه بأنه عالم ،

وإليه بأنه معلوم . وذلك أنه لما كان العلم علم العالم ، وكان العالم يعلم ذاته – كان

[ 115 ] فعله راجعا إلى ذاته ، فجوهره راجع” إلى ذاته أيضا . و إنما نعنى برجوع الجوهر

إلى ذاته أنه قائم ثابت بنفسه لا يحتاج في ثباته وقيامه إلى شيء آخر يقيمه ، لأنه جوهر

بسيط مكتف بنفسه .

15 – الباب الخامس عشر

كل القوى التي لا نهاية لها متعلقة باللانهاية (1) الأولى التي هي قوة القوى ، لأنها

لا مستفادة أو ثابتة قائمة في الأشياء الهوية ، بل هي قوة(8) الأشياء الهوية ذوات

الثبات(1) . فإن قال قائل بأن الهوية الأولى المبتدعة ، أعنى العقل ، قوة لا نهاية لها –


(1) كذا في المخطوط ، وهو الصواب . وب يقرؤها : تكثير حركة (1)

(۲) على هامش هذا الباب وردت في المهامش : « حاشية : فعلى هذا يلزم أن يكون كل ما يعلم ذاته

قد فعل وقبل ، فيلزم المحذور الذي تعرفه إذا قلنا إن البارى يعلم ذاته فكيف بر ( … غير واضح ) ! »

(۳) عقلي : ناقصة وأضافها ب إذن اللاتيني : non est nisi actio Intelligibilis

(4) العالم : أضافها ب .

(۰) ص : يكيف نفسه ( والتصحيح عن ب ) .

(6) س : متعلقة بأن لا نهاية الملة الأولى

(۷) لا : ناقصة وأضافها ب .

(۸) ص : قوته .

(۹) ص : الإثبات (ب) .

قلنا : ليست الهوية المبتدعة قوة ، بل لها قوة ما . وإنما صارت قوتها غير متناهية سفلا

لا علوا لأنها ليست بالقوة المحضة التي إنما هي قوة بأنها قوة ، وهي الأشياء التي

لا تتناهى نهاية [ 15 – ] سفلا ولا علوا . فأما الهوية الأولى للبتدعة ، أعنى العقل ،

فلها نهاية ولقوتها نهاية أيضاً ببقاء(3) علتها . وأما الهوية الأولى المبتدعة فهي اللانهاية(4)

الأولى المحضة . وذلك أنه إن كانت الهويات القريبة(*) لانهاية لها من أجل استفادتها

< من > اللانهاية الأولى المحضة التي من أجلها كانت الهويات(٧) ، وإن كانت

الهوية الأولى هي التي جعلت الأشياء < التي( > لا نهاية لها ، فلا محالة أنها فوق

اللانهاية(1) . وأما الهوية المبتدعة الأولى ، أعنى العقل ، فليست لا نهائية ، بل يقال إنها

غير متناهية ، ولا يقال إنها هي التي لا نهاية بعينها . فالهوية الأولى إذن هي مقدار الهويات

الأولى(١٠) العقليات والهويات الثوانى الحسيات ، أعنى أنها هي التي ابتدعت [ 116 ]

الهويات وقدرتها مقدارا ملائما لكل هوية .

ونعود فنقول : إن الهوية الأولى المبتدعة فوق اللانهاية . فأما الهوية الثانية المبتدعة فإنها

غير متناهية . والذي بين الهوية الأولى المبتدعة وبين الهوية الثانية المبتدعة لا نهاية .

وسائر الفضائل(1) المفردة – < مثل > (١٢) الحياة والضياء وما أشبههما ـ فإنها علل

(۱) ص : إلا أنها ليس .

(۲) يريد به حذف : الأشياء .

(۳) س : يكنى علتها ( والصحيح عن ب ) .

(4) س : لانهاية (ب) .

(۸) أضافها ب .

(۹) م : فوق لا نهاية


( ه ) به : القوية .

(6) من : ناقصة وأضافها به .

( ۷ ) ص : ألا نهايات – وقد صححها ب كما ترى لأنها في اللاتيني ab infinito primo paro

.

propter quod sunt entia, et si


(۱۰) بريد با تصحيحها : الأول .

(۱۱) س : وسائر الأفاعيل المفردة – والتصحيح عن به لأنها في اللاتيني et reliquae tonitates

(۱۲) مثل : ناقصة وأضافها به .

simplices, sicut vita

۲۱ – (الأفلاطونية )



الأشياء كلها ذوات الفضائل ، أعنى أن اللانهاية التي هي من (1) العلة الأولى والمعلول الأول

هي علة كل حياة”) ، وكذلك سائر الفضائل المتنزلة من العلة الأولى على المعلول الأول(3)

أولا وهو العقل ، ثم تنزل على سائر المعلولات(4) المقلية والجسمانية بتوسط العقل .

16 – الباب السادس عشر

كل قوة وحدانية فهي أكثر < في > اللانهاية من القوة المتكثرة ، [ ١٦ ٧ ]

وذلك أن اللانهاية الأولى التي (*) هي العقل قريبة من الواحد الحق المحض ، فمن أجل

ذلك صارت كل قوة قريبة من الواحد الحق المحض فاللانهاية فيها أكثر من القوة البعيدة

منه . وذلك أن القوة إذا بدأت تتكثر، فإنها تهلك وحدانيتها . فإذا هلكت وحدانيتها ،

هلكت لانهايتها التي كانت فيها . وإنما تفقد القوة اللانهاية من أجل تجزئتها . والدليل

على ذلك القوة المتجزئة وأنها كلما اجتمعت وتوحدت ، عظمت واشتدت وفعلت أفاعيل (۸)

عجبية ؛ وكما تجزأت وانقسمت ، صغرت وضعفت وفعلت أفاعيل خسيسة .

فقد بأن إذن ووضح أن القوة كلما قربت من الواحد الحق المحض اشتدت وحدانيتها ؛

وكلما اشتدت وحدانيتها(٩) كانت [ ١١٧ ] اللانهاية فيها أظهر وأبين ، وكانت أفاعيلها

أفاعيل عظيمة عجيبة شريفة .



(۱) س : هي التي بين العلة – والتصحيح من ب ، غير أنه ينقص تصحيحه : « التي »

(۲) من : حي – والتصحيح عن ب إذ في اللاتين causa omnis vilne

(3) الأول : ناقصة وأضافها ب إذ في اللابنى super causalum primum in primis

(1) من : المعلومات به .

(۰) التى : نائمة وأساقها ب .

(1) م : تكثر ( بغير نقط ) .

(۷) س : هلكت وبدت ألا نهايتها التي ..، ( والتصحيح عن ب ) .

(۸) ص : أنا عيلها ( والتصحيح عن ب ) .

(۹) س : وحدانيته .

17 – الباب السابع عشر

الاشياء كلها ذات هويات (1) من أجل الهوية الأولى . والأشياء الحية كلها متحركة

بذاتها من أجل الحياة الأولى . والأشياء العقلية كلها ذوات علم ، من أجل العقل الأول).

وذلك أنه إن كانت كل علة تعطى معلولها شيئا ، فلا محالة أن الهوية(3) الأولى تعطى

معلولاتها كلها الهوية . وكذلك الحياة تعطى معلولاتها الحركة ، لأن الحياة هي انبجاس

ينبجس من الهوية الأولى الساكنة الدائمة وأول حركة . وكذلك العقل يعطى معلولاته

العلم ، وذلك أن كل علم حق إنما هو من العقل ، والعقل هو أول عالم [ ١٧ – ] كان ،

وهو المفيض العلم على سائر العلامة(5) .

ونعود فنقول : إن الهوية الأولى ساكنة وهي علة العلل ، و إن كانت تعطى الأشياء

كلها الهوية فإنها تعطيها بنوع إبداع . وأما الحياة الأولى فإنها تعطى ما تحتها الحياة لا بنوع

إبداع ، بل بنوع صورة . وكذلك العقل : إنما يعطى ما تحته – من العلم وسائر الأشياء

،بنوع صورة ، لا بنوع إبداع ، لأن نوع الإبداع إنما هو للعلة الأولى وحدها .

18 – الباب الثامن عشر

إن من العقول ما هو عقل إلهى لأنه يقبل من الفضائل الأول التي تنبجس من العلة

الأولى قبولاً كثيراً ، ومنها ما هو عقل فقط لأنه لا يقبل من الفضائل الأول إلا بتوسط العقل الأول .


ومن النفس ما هي نفس [۱۸ ۱] عقلية لأنها متعلقة بالعقل ، ومنها ما هي نفس” فقط .

– ومن الأجرام الطبيعية ما لها نفس تدبرها وتقوم عليها ، ومنها ما هي أجرام” طبيعية



(۱) س : هويات

(۲) ص : الأولى .

(۳) س : الهوية .

ومن النفس ما هي نفس [۱۸ ۱] عقلية لأنها متعلقة بالعقل ، ومنها ما هي نفس” فقط .

– ومن الأجرام الطبيعية ما لها نفس تدبرها وتقوم عليها ، ومنها ما هي أجرام” طبيعية

.(1) م : ملمولاتها .

(5) السلامة : الموجودات العالمة .

< > لا نفس لها . وإنما صار هذا هكذا ، لأنه ليس الشرح العقلي كله

ولا النفساني كله ولا الجرمي (3) كله متعلقا بالعلة التي فوقه ، إلا ما كان منه تاما كاملا

فإنه هو الذي يتعلق بالعلة التي فوقه ، أعنى أنه ليس كل عقل متعلقا بالفضائل الآتية من

العلة الأولى إلا ما كان منها عقلاً تاما أولا) كاملا ، فإنه يقوى على قبول الفضائل

المتنزلة من العلة < الأولى) >> والتعلق بها لشدة وحدانيته . وكذلك أيضا ليست كل

نفس متعلقة بالعقل إلا ما كان منها تاما كاملا < وأشد (۸) مع العقل فإنها تتعلق بالعقل

وهو العقل التام > . وكذلك أيضاً ليس كل جرم طبيعي ذا نفس إلا ما [ ١٨ ب كان

منها تاما كاملا كأنه منطق) . وعلى هذه الصفة تكون سائر للراتب العقلية و بهذا القياس .

19 – الباب التاسع عشر


إن العلة الأولى تدير الأشياء المبتدعة كلها من غير أن تحيط(١٠) بها وذلك أن التدبير

لا يضيف وحدانيتها العالية على كل شيء ، ولا يوهنها ، ولا تمنعها (١١) وحدانيتها المباينة

للأشياء من أن تدبر الأشياء ، وذلك أن العلة الأولى ثابتة قائمة بواحدانيتها المحضـة

دائما

، وهي تدبر الأشياء المبتدعة كلها وتفيض عليها القوة والحياة والخيرات على نحو

قوتها واستطاعتها .

وأما الخير الأول فإنه يفيض الخيرات على الأشياء كلها فيضا واحداً ؛ إلا أن كل واحد

(۱) فقط : ناقصة وأضافها ب .

(۲) الشرح = النظام ، الترتيب = rats ، وقد وردت في « أنولوجيا ، وفي – رسالة

العلم الإلهي ، المنسوبة إلى الفارابي والمأخوذة من « لساعات أفلوطين ، بهذا المعنى أيضاً .

(۳) ص : الحيونى ، والتصحيح عن بيه أخذاً من اللاتيني : neque corporea tola – أو نمل

العربي هو الصواب ، ويكون الأصل هو : الحيواني .

(4) ص : قوله … منها تاماً .

( 0 ) أولا : ناقدة وأضافها ب .

(1) س : المفيدلة ( ! ) والتصحيح عن ب ؛ وتقرأ كذلك : المتبذلة .

( 7 ) الأولى : ناقصة وأضافها ب

( ۸ ) وأشد … التام : ناقصة في المخطوط ، وأضافها ب عن اللانيتي .

(۹) س : تاماً وكذلك أيضاً ليس كأنه منطبق ( والتصحيح عن ب )

(۱۰) س : تحيط – ويصححها ب تخلط ، المبتدعة : ناقصة وأضافها به .

(۱۱) يضيف : ب ولا يمنعها جوهرك وحدانيتها .

من الأشياء يقبل من ذلك الفيضان [ 119 ] على نحو كونه وأنيته . والخير الأول إنما صار

يفيض الخيرات على الأشياء كلها بنوع واحد ، لأنه إنما هو خير بأنيته وهويته وقوته بأنه

خير ، والخير والهوية شيء واحد . فكما صارت الهوية الأولى هوية وخبراً نوعاً واحداً ،

صارت تفيض الخير على الأشياء فيضانا واحـداً ، ولا تفيض على بعض الأشياء أقل وعلى

بعضها أكثر ، وإنما اختلفت الخيرات والفضائل . من تلقاء القابل . وذلك أن القوابل

للخيرات لا تقبل الخيرات بالسواء ، بل بعضها يقبل أكثر من بعض ، < وذلك من

أجل عظم جودها >

ونعود فنقول : إن كل فاعل يفعل بأنيته فقط فليس بينه و بين مفعوله(۳) وصلة

ولا شيء آخر متوسط . وإنما كانت الوصلة بين الفاعل والمفعول زيادة على الأنية ؛ أعنى

أنه إذا كان الفاعل والمفعول بآلة ولا [ ١٩ – ] يفعل بأنيته و ببعض صفاته ، وكانت

أنيته مركبة – فذلك الفاعل يفعل(5) بوصلة بينه و بين مفعوله ويكون حد الفاعل

مباينا) لفعله ولايدبره(۷) تدبيراً صحيحاً ولامستقصياً . فأما الفاعل الذي ليس بينه و بين فعله

وصلة ألبتة – فذلك الفاعل فاعل حقا ومدبر حقا يفعل الأشياء بغاية الإحكام الذي

لا يمكن أن يكون من ورائه إحكام آخر ، ويدبر فعله بغاية التدبير ، وذلك أنه يدبر الشيء

بالنوع الذي يفعل ، وإنما يفعل بهويته < فبهويته(۸) > أيضا يدبر . من أجل ذلك

صار يدير و يفعل بغاية الفعل والتدبير الذي لا اختلاف فيه ولا اعوجاج .

و إنما اختلفت الأفاعيل والتدبير من قبل العلل الأولى < بحسب استحقاق القابل) .

(۱) م : تلقى ( والتصحيح ب ) .

(۲) أضافها به عن الترجمة اللاتينية .

(۳) ص : معاوله ( والتصحيح عن ب ) .

(٤) ص : لكن يفعل ( والتصحيح عن ب ) .

(۰) س : يفعل ( والتصحيح عن ب ) .

(1) ب : منايا – ولعل الصواب ما أثبتنا . وفى من بنقعلة واحدة على النون بعد الميم .

(۷) س : يدير :

(۸) فبهويته : ناقصة وأضافها ب كما تقتضيه الترجمة اللاتينية

(۹) ب : على نحو حق القابل : ناقصة ، وأضافها ب ، إذ في اللاتيني propter causas primas nisi

secundum meritum reciplentis ، ويمكن ترجمتها أيضاً : على وفق القابل ، على قدر استحقاق القابل –

20 – الباب العشرون

العلة الأولى [ ١٢٠ ] مستغنية بنفسها وهي الغناء الأكبر ؛ والدليل على ذلك وحدانيتها

لأنها لا وحدانية) مبثوثة فيها ، بل هي وحدانية محضة(3) لأنها بسيطة في غاية البسط .

فإن أراد مريد أن يعلم أن العـلة الأولى هي الغناء الأكبر – فليلق وهمه على الأشياء

المركبة وليفحص عنها فحصا مستقصياً ، فإنه سيجد كل مركب ناقصا محتاجاً : إما إلى غيره ،

و إما إلى الأشياء التي تركب منها . فأما الشيء المبسوط … أعنى الواحد الذي هو خير –

فإنه واحد ووحدانيته خير ، والخير والواحد شيء واحد ، فذلك الشيء هو الغناء الأكبر ،

يفيض ولا يفاض عليه بنوع من الأنواع ؛ فأما سائر الأشياء … عقلية كانت أو حشية –

فإنها غير مستغنية بأنفسها ، بل تحتاج إلى الواحد (*) [ ۲۰ ب] الحق المفيض عليها بالفضائل

وجميع الخيرات .

21 – الباب الواحد وعشرون

العلة الأولى فوق كل اسم يستى به ، وذلك أنه لا يليق بها النقصان ، ولا التمام وحده

لأن الناقص غير تام ولا يقدر أن يفعل فعلا تاماً إذ كان ناقصا ؛ والتام عندنا >

– وإن كان مكتفياً بنفسه – فإنه لا يقدر على إبداع شيء آخر ، ولا أن يفيض عن نفسه

شيئا ألبتة . … فإن كان هذا هكذا ، عدنا فقلنا إن العملة الأولى ليست بناقصة ولا تامة فقط ،

(۱) م : إلا أنها .

(۲) بدون ما في النس ، ويقرأها ب هكذا : منبوة ( 1 ) — وظن الصواب ما اقترحنا

وفي من أيضاً : إلا أنها لا وحدانية …

(۳) ص : تخصه .

(1) ص : المتوسط ، والتصحيح عن ب إذ في اللاتيني res autem simplex una quae est

(5) الواحد : وردت مكررة في المخطوط .

(6) ض : إذا .

(۷) عندنا : أضافها ب .

bonitas est una..

.بل هي فوق التمام < لأنها) مبدعـة الأشياء ومفيضة الخيرات عليها إفاضة تامة > لأنها

خير لا نهاية له ولا نفاد(٢) .

فالخير الأول إذن يملأ العوالم كلها(3) خيرات ، إلا أن تلى عالم إنما يقبل من ذلك

< الخير (4)> على نحو قوته .

فقد بان ووضح أن العلة الأولى [ ١٢١ ] فوق كل اسم يسمى به وأعلى منه وأرفع .

22 – الباب الثاني والعشرون

كل عقل إلهى فإنه يعلم الأشياء بأنه عقل ، ويدبرها بأنه إلهى . وذلك أن خاصة

العقل العلم ؛ و إنما تمامه وكما له بأن يكون عالما . والمدبر هو الإله تبارك وتعالى ، لأنه يملأ

الأشياء من الخيرات . والعقل هو أول مبتدع ، وهو أكثر تشبها بالإله تعالى ؛ فمن أجل

ذلك صار يدبر الأشياء التي تحته . وكما أن الإله) ـ تبارك وتعالى – يفيض الخير على

الأشياء ، كذلك العقل يفيض العلم على الأشياء التي تحته . غير أنه و إن كان العقل يدبر

الأشياء التي تحته ، فإن الله تبارك وتعالى يتقدم العقل بالتدبير ، ويدبر الأشياء تدبيراً

أعلى وأرفع من تدبير العقل [ ٢١ – ] لأنه هو الذي أعطى العقل التدبير . والدليل على

ذلك أن الأشياء التي لا ينالها تدبير العقل فقد ينالها تدبير مبدع العقل ، وذلك أنه لا يفوت

تدبيره شيلا من الأشياء ألبتة ، لأنه يريد أن ينيل خبره جميع الأشياء كلها . وذلك

أنه ليس كل شيء يشتاق إلى العقل ولا يحرص على نيله ، والأشياء كلها تشتاق إلى الخير.


(1) لأنها مبدعة الأشياء : ناقصة ، وأضافها ب ، وفي الترجمة اللاتينية : qmoniam est creans

res et influens bonitates supra eas influxione completa

(۲) كلها : وردت مكررة في المخطوط .

(۳) قرأها ب : ولا أبعاد – وهو خطأ .

(4) الخير : ناقصة في ص ، وأضافها به لزيادة الإيضاح .

(۰) ص : الأشياء له – والتصحيح عن با .

(6) وتعالى : ناقمة في س .

(۷) مصححة فوقها (واختفى ما تحتها ) هكذا : البتة ولايفوت أن [لا ينال خيره جميع الأشياء كلها .

< من الأول > وتحرص على نيله حرصاً وافراً”) ، لا يشك في ذلك شالك.

23 – الباب الثالث وعشرون

العلة الأولى موجودة في الأشياء كلها < على(۳) ترتيب واحد ، لكن الأشياء كلها

لا توجد في العلة الأولى على ترتيب واحد . وذلك أنه وإن كانت العلة الأولى موجودة في

الأشياء كلها(3) > ، فإن كل واحد من الأشياء يقبلها على نحو قوته ، وذلك أن من الأشياء

ما يقبلها قبولا وحدانيا ، ومنها ما يقبلها قبولا متكثراً ، ومنها ما يقبلها قبولا دهريا ، ومنها

ما يقبلها قبولا زمانيا ، ومنها ما يقبلها [ ٢٣٢ ] قبولا روحانيا ، ومنها مايقبلها قبولا جرميا .

وإنما صار اختلاف القبول لا من أجل العلة الأولى ، لكن من قبل القابل . وذلك أن

القابل يختلف ، فلذلك صار القبول مختلفا أيضا . فأما المقيض فإنه واحد غير مختلف ، يفيض

على جميع الأشياء الخيرات بالسواء ، فإن الخير يفيض على جميع الأشياء من العلة الأولى

بالسواء . فالأشياء إذن هي علة اختلاف فيضان < الخير على > الأشياء . فلا محالة

إذن أنه لا توجد الأشياء كلها في العلة الأولى) بنوع واحد .


فقد بان أن العلة الأولى توجد في جميع الأشياء بنوع واحد ، ولا يوجد فيها جميع

الأشياء بنوع واحد . فعلى نحو قربه < من > العلة الأولى وعلى نحو ما يقتدر الشيء على

قبول العلة الأولى – – فعلى قدر ذلك يقدر أن ينال منها ويتلذذ بها . وذلك [ ٢٢. ب ] أنه

إنما ينال الشيء من العلة الأولى ويتلذذ بها < على(۸) > نحو وجوده ، و إنما أعنى بالوجود


(1) من الأول : ناقصة وأضافها به .

(۲) ص : واثقا .

(۳) على ترتيب واحد … : ناقمة ، وأضافها ب بحسب اللاتيني : causa prima existit in

rebus omnibus secundum dispositionem unam: sed res omnes non existunt in

causa prima secundum dispositionem unam. Quod est quia quamvis causa prima existat

in rebus omnibus,

(۸) على : تاقمة وأضافها بيه .

(4) الخبر على : ناقصة ، وأضافها ب .

(۰) س : الأولى لا بنوع واحد .

(6) م : وقد ، (۷) به : قرية العملة الأولى . ص : بنوع واحد ، والملة الأولى على نمو قوته وعلى نحو ما يقتدر ..

المعرفة ، فإنه(۱) على نحو معرفة الشيء بالعلة الأولى المبتدعة – فعلى قدر ذلك (3) ينال

منها ويتلذذ بها “) ، كما بينا(4) .

24 – الباب الرابع والعشرون

كل جوهر (*) قائم بذاته فهو غير مكون < من شيء آخر > . فإن قال قائل : قد

يمكن أن يكون مكونا < من شيء آخر (۱) > – قلنا : إذا كان يمكن أن يكون الجوهر

القائم بذاته مكونا < من شيء آخر ، لا محالة كان ذلك الجوهر ناقصا محتاجا إلى

أن يتمته الذي كنه . والدليل على ذلك الكون نفسه وذلك أن الكون إنما هو طريق

من النقصان على التمام . فإن ألفي شيء غير محتاج رجع إلى قوته في كونه – أي في صورته

وتصويره — إلى شيء آخر وغيره ، وكان هو علة تصويره < وتمامه > – كان تاما

كاملا دائما . وإنما صار [ ٢٣ | ] علة تصويره وتمامه من قبل نظيره إلى غايته

دائما . فذلك النظير(۱) هو تصويره(١٠) وتمامه معا .

فقد وضح) إذن أن كل جوهر قائم بذاته ليس بمكون من شيء آخر (۱۲) .

(۱) ص : فإنها .

(۲) س : منها

(۳) ص : منها

(٤) ص : بما شاء – والتصحيح من به .

( ه ) في هامش المخطوط : « وجدته مكتوبا ( س : مكتوب ) : الجواهر الروحانية المقلية ليست

مكونة من شيء آخر ، ( … كلة غير مقروءة)

(6) من شيء آخر : ناقص ، وأضافه ب بحسب ا

(۷) وتمامه : ناقصة ، وأضائها ب .

( ۸ ) كاملا : ناقصة ، وأضافها ب .

(۹) ب : النظر – ولكن اللاتيني يتفق مع النس إذ ورد فيه illa ergo comparatio

(۱۰) م : هو الساته وتمامه معا ، والصحيح عن ب إذ في اللاتيني : illa ergo comparatio est

formatio elus et ipsius complementum simul

(۱۱) ص : صبح – والتصحيح عن به ، وهو في اللاتيني iam ergo manifestum .

(۱۲) من شيء آخر : ناقص وأضافه ب بحسب اللاتيني :’ex re alia .

25 – الباب الخامس والعشرون

كل جوهر قائم بذاته فهو غير واقع تحت الفساد . فإن قال قائل : قد يمكن أن يكون

الجوهر القائم بذاته ولها(٢) تحت الفساد – قلنا : إن كان يمكن أن يكون الجوهر القائم

بذاته واقعاً تحت الفساد ، أمكن أن يفارق ذاته(۳) فيكون ثابتا قائما بذاته دون ذاته ؛

وهذا محال غير ممكن ؛ لأنه لما كان واحداً مبسوطأ(4) غير مركب كان هو العلة والمعلول معا .

وكل واقع تحت الفساد فإنما فساده من أجل مفارقته علته . وأما ما دام الشيء متعلقا(*) بعلته

الماسكة الحافظة < له ، فإنه > [۲۳ ب] لا يتبدد ولا يفسد . فإن كان هذا هكذا ،

كان الجوهر القائم بذاته لا يفارق علته أبدا لأنه غير مفارق لذاته من أجل أن علته نفسه

في تصويره ، و إنما صار علة نفسه من أجل نظره (۸) إلى علته . وذلك النظر هو تصويره .

فلما كان دائم النظر إلى علته ، وكان هو علة ذلك النظر ، < و > كان علة نفسه أيضاً

بالجهة التي ذكرنا(١٠) فإنه لا يبيد ولا(١١) يفسد ، لأنه العامة والمعلول(١٢) معا كما ذكرنا أيضا .

فقد بأن ووضح أن كل جوهر قائم بذاته لا يبيد ولا يفسد(١٣) .


(1) وردت عند هذا الباب الحاشية التالية : « حاشية : هذا يدلة على أن الجسم ليس بجوهر .

والمتأخرون من الحكماء أجمعوا على أنه جوهر ، وفيه ما فيه . ولعله يريد بالجوهر غير الذي سمعناه ممن

عاصرناه . والله أعلم بحقيقة الحال »

(۲) ص : واقع :

( ۳ ) س : ذاته ليكون تاما فإنما دون …. ( والتصحيح عن ب ) .

( 4 ) ص : متوسطا – – وهو تحريف كما يدل عليه اللاتيني .

(۰) ص : معلقا – ويصح أيضاً

(1) أضفناها لزيادة الإيضاح .

(۷) ص : وكان

(۸) ص : نظيره .

(9) أضفناها كما يقتصى السياق . – . – وفي ب : كان ( موك .

(۱۰) س : أيضاً فإن كان هو علة نفسه والجهة التي ذكرنا أنه .

(۱۱) لا … لا : ناقصة وأضفناها عن ب :

(۱۲) ص : يفسد أيضاً والمعلول .

(۱۳) عند هذا الوضع يرد في الهامش رد على ما ورد في آخر المخطوطة من قيام الناسخ بمقابلة النسخة :

و أي مقابلة قد قابلت – رحمك الله ! – وفيه من الغلط ما يحوج إلى كد وكلفة ، كما يصح الكتاب

لكثرة غلطه ! » – وهذه ملاحظة صادقة جداً !

26 – الباب السادس والعشرون

كل جوهر ذاثر غير دائم إما أن يكون مركباً ، وإما أن يكون محمولا على شيء آخر ،

من أجل أن الجوهر إما أن يكون محتاجا(1) إلى الأشياء التي منها يكون ، فيكون مركبا

منها ؛ وإما أن [ ١٢٤] يكون محتاجاً في(٢) قوامه وثباته”) إلى حامل ، فإذا فارق حامله

فسد ودثر . فإن لم يكن الجوهر مركبا ولا شمولاً ، وكان مبسوطا ، و بذاته) _ كان دائما

لا يدثر ولا ينقض ألبتة .

27 – الباب السابع والعشرون

كل جوهر قائم بذاته فهو مبسوط لا يتجزأ . فإن قال قائل : قد يمكن أن يتجزأ —

قلنا : إن أمكن أن يكون الجوهر القائم بذاته يتجزأ وهو مبسوط – أمكن < أن

ذات الجزء منه تكون بذاته أيضاً كذات الكل . فإن أمكن ذلك ، رجع > الجزء منه

على نفسه ، فيكون كل جزء منه راجعاً على جزء منه كرجوع الشكل على ذاته . وهذا

غير ممكن . فإن كان غير ممكن ، كان الجوهر القائم بنفسه إذن غير متجزئ وكان مبسوطا .

فإن لم يكن مبسوطا وكان مركبا ، كان بعضه أفضل من بعض ، و بعضه أخس من

بعض . فيكون الشيء الأفضل [٢٤ ] من الشيء الأخس” ، والشيء الأخس” من الشيء

الأفضل . إذا كان كل جزء منه ( مباينا(0) لكل جزء منه > ، فتكون كليته غير مكتفية

(6) ص : راجع عليه على جزء منه .

(۷) ص : أقل – والتصحيح عن ب .

(۸) مبايناً … منه : ناقص ، وأضافه ب

(۱) ص : مقتضياً — ويسح أيضاً

(۲) س : محتاجاً إلى قوامه وبيانه – وقد أبقاها ب على حالها

(۳) س : وياته .

(4) س : كان متوسطاً فبذاته .

(۰) أن ذات … ذلك رجع : ناقص وإضافه به لأنه في اللاتيني : possiblle est ut essentia

partis eius sit per essentiam eius iterum sicut essentia totins. Si ergo possibile est

Illud, redit pars super ie ipsinm…



بنفسها إذ(1) صارت تحتاج إلى أجزائها التي منها ركبت . وليس هذا من سمة الجوهر

البسيط ، بل من سمة الجواهر المركبة .

فقـد وضح أن كل جوهر قائم بذاته فهو مبسوط لا يتجزأ . وإذا لم يكن قابلا

للتجزئة وكان مبسوطاً ، لم يكن قابلا للفساد ولا للدثور .

28 – الباب الثامن والعشرون

كل جوهر قائم بنفسه ، أعنى بذاته(3) ، فإنه مبتدع بلا زمان ، وهو في جوهريته

أعلى من الجواهر الزمانية . والدليل على ذلك أنه غير مكون من مكون لأنه قائم بذاته ،

والجواهر المكونة من مكون هي جواهر مركبة واقعة تحت (5) الكون .

[ ١٢٠ ] فقد وضح أن كل جوهر قائم بذاته إنما ابتدع بلا زمان ، وأنه أعلى وأرفع.من الزمان ومن الأشياء الزمانية .

29 – الباب التاسع والعشرون

كل جوهر ابتدع في زمان : إما أن يكون دائما في الزمان والزمان غير فاصل) عنه

لأنه ابتدع والزمان سواء ؛ و إما أن يكون منفصلا (٧) عن الزمان والزمان يفصل عنه لأنه

ابتدع في بعض أوقات الزمان . وذلك أنه إن كانت للمبتدعات يتلو بعضها بعضاً ، وكان

الجوهر الأعلى إنما يتلو الجوهر الشبيه به ، لا الجوهر غير الشبيه به كانت الجواهر الشبيهة^)

(۱) س : إذا .

(۲) فوقها : فإنه .

(۳) ص : ذاته (ب) . (1) س : إنه غير واقع تحت السكون لأنه — ويصححها ب كما ترى ، اعتماداً على اللاتيني

et significatio illius est quod non est generata ex aliquo, quoniam est sans per

essentiam suam.

(۰) ص : « والجواهر الواقعة تحت الكون على الجواهر المركبة الواقعة تحت الكون ، … وفى

ح كثير

النص ترميح وتصحيح

(6) ص : : ناصلا

(۷) س : اصلا

ويصح أيضا .

(۸) س : الشبيهية . – – الأعلى : ناقصة ، وأضافها ب .

بالجوهر < الأعلى > ، وهي الجواهر المبتدعة التي لا يفصل عنها الزمان ، قبل الجواهر التي

لا(۱) تشبه الجواهر (3) الدائمة ، وهي الجواهر المنقطعة عن الزمان المبتدعة في بعض أوقات

[ ۲۰ – ] الزمان . فلا يمكن أن تتصل الجواهر المبتدعة في بعض أوقات الزمان

بالجواهر < الدائمة > ، لأنها لا تشبهها ألبتة . فالجواهر الدائمة إذن في الزمان هي التي

تتصل بالجواهر الدائمة وهي المتوسطة بين الجواهر الثابتة و بين الجواهر المنقطعة عن الزمان .

ولم يكن ممكنا أن تكون الجواهر الدائمة التي فوق الزمان تتلو الجواهر الزمانية المنقطعة عن

الزمان إلا بتوسط الجواهر الزمانية الدائمة في الزمان . وإنما صارت هذه الجواهر متوسطة

لأنها < تشارك > الجواهر العالية الدائمة في الديوام ، وتشارك الجواهر الزمانية المنقطعة

في الزمان بالتكون . فإنها ، وإن كانت دائمة ، كان دوامها بالتكون والحركة .

والجواهر الدائمة [ ٢٦ | ] بالزمان تشبه الجواهر الدائمة التي فوق الزمان بالدوام ، ولا تشبهها

في الحركة والتكون . وأما الجواهر المنقطعة عن الزمان فإنها لا تشبه الجواهر الدائمة التي

فوق الزمان بجهة من الجهات . فإن كانت لا تشبهها ، فإنها لا تقدر أن تتناولها ولا تماسها .

فلا بد إذن من جواهر تماس الجواهر الدائمة التي فوق الزمان ، فتكون مماسة الجواهر المنقطعة

من الزمان فتجمع بحركتها بين الجواهر الزمانية المنقطعة عن الزمان و بين

الجواهر الدائمة التي فوق الزمان ؛ وتجمع بدوامها بين الجواهر التي فوق الزمان وبين

الجواهر التي تحت الزمان ، أعنى الواقعة تحت الكون والفساد ؛ وتجمع بين [ ٢٦ ٧ ]

الجواهر الفاضلة و بين الجواهر الخسيسة ، لئلا تعدم الجواهر الفاضلة فتعدم كل حسن

وكل خير ، ولا يكون لها بقاء ولا ثبات .


(۱) لا : ناقصة ، وأضافها ب .

(۲) الجواهر : ناقصة ، وأضافها ب .

(۳) ص : لا

(4) الدائمة : ناقصة في ص ، وأضافها ب .

(۰) ص : الثانية (ب)

(6) أضافها ب عن اللاتيني ، وعما ورد بعدها

(۷) م : ولأنها (ب) .

(۸) ص : فتجتمع

(۹) في ب : لثلا تعدم الجواهر الحسية الجواهر الفاضلة هو سوء نقل ولا معنى له هنا

فقد استبان من هذه الأدلة) أن الدوام نوعان : أحدها دهري ، والآخر زماني ؛ غير

أن دوام أحدها قائم” ساكن ، ودوام الآخر متحرك ؛ وأحدها مجتمع وأفاعيله كلها معاً

لا بعضها قبل بعض ، والآخر سائل ممتد و بعض أفاعيله قبل بعض ؛ وكلية أحدها بذاته :

وكلية الآخر بأجزائه التي كل واحد منهما جزء مباين لصاحبه بنوع الأول ) والآخر .

فقد بان ووضح أن الجواهر منها ما هي دائمة فوق الزمان ، ومنها دائمة مساوية

[ ۲۷ ۱ ] للزمان والزمان غير فاصل عنها ، ومنها ما هي منقطعة عن الزمان والزمان يفصل

عنها من فوقها وأسفلها وهي الجواهر الواقعة تحت الكون والفساد .

30 – الباب ثلاثون

إنه بين الشيء الذي جوهره وفعله من حيز الدهر ، و بين الشيء الذي جوهره

وفعله من حيز) الزمان — موجود متوسط : وهو الذي جوهره من حيز الدهر وفعله من

حيز(۸) الزمان . وذلك أن الشيء الذي جوهره < واقع > تحت الزمان ، أي أن

الزمان يحيط به فهو (۱) في جميع حالاته ( واقع > تحت الزمان ، < فيكون(۱) فعله



(1) يقرؤها ب : التأويلة – وهو تحريف

(۲) في الترجمة اللاتينية : per modum primum et posremum وفي م : ميان اصاحه

النوع الأول والا ( ثم رمج على : « تالنوع الأول والآ » ) ؛ لهذا الترح به تكمنها كما ترى

بحسب اللاتيني..

(۳) م : يفضلها من فوقها – وفي اللاتيني : et tempus superfluit : abels ex superiori

( 4 ) وردت منا الحاشية التالية : « حاشية : قد مضى القول بأن كل جوهر قائم بذاته (…) غير

واقع تحت الفساد ، فكيف التوفيق بين ذلك وبين هذا القول الذي في آخر هذا الفصل ؟! »

( 5 ) س : إن في الزمان ما جوهره وفعله في حيز الدهر ، وقبله من حيز الزمان وهو الذي

من حيز … والتصحيح عن ب بحسب اللاتيني –

(1) وبين : أضافها ب ليتقيم التصحيح الذي اقترحه . الشيء الذي جوهره : ناقص ،

وأضافه ب .

( ۷ ) يقرؤه ب : في حد – ولا داعي لهذا . ( ۸ ) أخطأ ب هنا في قراءة : حيز – فلم يستطع قراءتها وحسب هنا تحريفاً صحيحه بقوله : حد” .

(۹) س : يحيط به وفي جميع –

(۱۰) أضالها ب .

(۱۱) فيكون … أيضا : ناقص ، وأضافه به بحسب اللاتيني .

earum et ipsarum inferiori,

واقعا تحت الزمان أيضاً > ، لأن الشيء إذا كان جوهره واقعاً تحت الزمان ، فبالحرى

أن يكون فعله واقعا تحت الزمان أيضا . فالشيء الواقع تحت الزمان في جميع حالاته

و مباين للشيء الواقع تحت الدهر في جميع حالاته > . [ ۲۷ ] والاتصال

إنما يكون في الأشياء المتشابهة :. فلا بد إذن من أن يكون شيء آخر ثالث متوسطاً

بينهما ، جوهره () واقع تحت الدهر وفعله(*) واقع تحت الزمان ؛ < فإنه غير ممكن أن

يكون شيء جوهره واقع تحت الزمان وفعله تحت الدهر > ، فيكون فعله أفضل من

جوهره . وهذا غير ممكن . فكان إذن لا محالة أنه بين الأشياء الواقعة تحت الزمان

يجواهرها وأفاعيلها ، < و بين (۸) الأشياء التي جواهرها وأفاعيلها واقعة تحت الدهر >

أشياء واقعة تحت الدهر بجواهرها وواقعة تحت الزمان بأفاعيلها ، كما بينا .

31 – الباب الواحد وثلاثون

كل جوهر واقع في بعض حالاته تحت الدهر ، وواقع في بعض حالاته تحت الزمان –

فذلك الجوهر هو هوية وكون معا.. إذ الشيء(1) الواقع تحت الدهر هو هوية (۱٠) حقا .

وكل شيء < واقع” > [۲۸ ۱] تحت الزمان هو (١) كون حقا . فإن كان < هذا(١٣)

(۱) هو … حالاته : ناقص ، وأضافه ب بحسب اللاتيني .

(۲) س : والالماء – والتصحيح عن با .

(۳) ص : ولا بد .

(4) س: مبسوطاً بينهما جوهر واقع ..

( ه ) بغير واو العطف في المخطوط

( 6 ) فإنه غير … تحت الدهر : ناقص ، وأضافه ب بحسب

(۷) ص : كان إذن لا محالة إذا بين الأشياء .

(۸) وين الدهر : ناقص ، وأضافه به بحسب اللاتيني .

(۹) ص : أن – وصححه به : وذلك أن

(۱۰) م : هويته .

(۱۱) وان : ناقصة في سن ، وأضافها ب .

(۱۲) هو : ناقص وأضافه ب .

(۱۳) هذا : نافص وأضافه ب .

هكذا ، وكان الشيء الواحد واقعا تحت الدهر والزمان – كان هوية”) وكونا لا بجهة

واحدة ، بل بجهة وجهة . – فقد بان إذن ما ذكرنا أن كل مكون واقع بجوهره

تحت الزمان متعلق الجوهر بالهوية المحضة التي هي علة الدوام وعلة الأشياء الدائمة كلها(5)

والأشياء الدائرة .

فلا بد إذن من واحد حق مفيد الوحدانيات وهو غير مستفيد ؛ وأما سائر الوحدانيات

فإنها مستفادة كلها . والدليل على ذلك < ما أقول : إن ألفي واحد مفيد والآخر

غير مستفيد غير مستفاد ، فما الفرق بينه و بين الواحد الأول المفيد ؟ فإنه لا يخلو من أن

يكون شبيهه في جميع حالاته ، و إما أن يكون بينه و بينه فصل . فإن كان [ ٢٨ – ] شبهه

في جميع حالاته وكان واحداً مثله – فلم صار أحدها أولا والآخر ثانيا ؟ و إن كان لا يشبهه

في جميع حالاته فلا محالة أن أحدها واحد أول حق ، والآخر واحد فقط(۸) . فإن كانت

الوحدانية فيه ثابتة غير موجودة من غيره ، فيكون هـذا الواحد الأول الحق ، كما بينا .

فإن ألفيت الوحدانية فيه موجودة < من غيره > ، كان غير الواحد الأول الحق . فإن

كان < من(١٠) > غيره ، كان < من(۱) > الواحد الأول إذن مستفاد غير

الأواحد(١١) . فيعرض من ذلك أن يكون الواحد الحق المحض وسائر الأواحد وحدانية(١٢)

أيضاً ، وإنما صارت وحدانية من(١٢) أجل الواحد الحق الذي هو علة وحدانيتها .


(1) الشيء : وردت مكررة في س .

(۲) ص : هوينه کونا (ب) .

(۳) ص : ما ( ب ) .

( 1 ) ص : بجوهره واقع .

(ه) : بها .

(1) ما أقول : أضافها به .

( ۷ ) والأخر غير مستفيد : أغفلها ب

(۸ ) كذا يسددها ب . وفي النصر : . « فإن لم تكن الوحدانية فيه ثابتة موجودة ، كان واحد

فقط ، فيكون هذا [دال على الواحد » ؛ ثم جاء من رمج على قوله : « دال على . — وعند « بينا ،

في الهامش : قلنا .

(۹) من غيره : ناقصة وأضائها ب .

(۱۰) من : ناقصة وأضافها ب .

(۱۱) يصححها ب هكذا : كان من الواحد الأول إذا مستفادة وحدانية ، فيعرض . .

(۱۲) س : وحدانيته ( والتصحيح عن ب ) .

فقد بان ووضح أن كل وحدانية بعد الواحد [۱۲۹] الحق فهي مستفادة مبدعة ، غير

الواحد الحق الأول ، مبديع الوحدانيات < فهو مفيد غير مستفيد – كما بينا ، والسلام !

تم ما وجد من هذا العرض . والحمد الله أولا وآخرا كما هو أهله ومستحقه ،


تابعنا على وسائل التواصل الإجتماعي :
Previous Article

الحقيقة الشاملة للمياه وأسطورة الماء النقي

Next Article

ما لا تعرفه عن الصوفي العابد الزاهد أبو بكر الشبلي

Related Posts