
الصوت كما نعلم هو عبارة عن إهتزاز ينتقل عبر وسيط ما كالغاز أو السائل أو الجسم الصلب مصدر الإهتزاز الذي ينشأ عنه الصوت هو كائن ما يتحرك أو يغير شكله بسرعة كبيرة على سبيل المثال إذا قمت بضرب الجرس فإن الجرس يهتز في الهواء عندما يتحرك جانب من الجرس فإنه يدفع جزيئات الهواء المجاورة له مما يزيد الضغط في تلك المنطقة من الهواء هذا المجال من الضغط العالي هو ضغط بينما يتحرك جانب الجرس مرة أخرى فإنه يسحب الجزيئات عن بعضها البعض مما يخلق منطقة ضغط منخفض تسمى التخلخل.
ثم يكرر الجرس العملية مما يخلق سلسلة متكررة من الضغط والتخلخل كل تكرار هو طول موجة واحدة من موجة الصوت تنتقل موجة الصوت عندما تدفع الجزيئات المتحركة الجزئيات الساكنة وتحركها بذات الدور لذلك عند عدم وجود الجزيئات لا يمكن أن ينتقل الصوت للأذن ولهذا السبب لا يوجد صوت في الفراغ.
فالصوت ينتج من الاهتزازات التي تؤثر في ذرات وجزيئات الاوساط المادية المختلفة وينتقل بها وخلال انتقاله يقوم بتأثيرات مختلفة كتبديل موضع الجزئيات المجاورة أو تفتيت الروابط التي تربط بين الجزيئات كما يحدث عند تحطم الزجاج بل يتعداها حمل الأجسام المختلفة في حادثة الإرتفاع الصوتي وهذه الخاصة هي موضوع بحثنا والتي قد نراها غريبة بعض الشيء لكن في العلم كل شيء ممكن..
معظمنا قد سمع بظاهرة الرفع بالترددات الصوتية وعلاقتها بالحضارات القديمة الغامضة التي أبهرتنا عظمتها والتقدم التقني والمعماري الذي تمتعت به هذه الحضارات وتعددت الروايات والنظريات حول السر العميق الذي مكن القدماء من رفع الأحجار الضخمة والبناء بها والتي نقف اليوم عاجزين أمام عظمتها.
قبل الحديث عن ما قدمته حول الحضارات القديمة لابد ان نشرح قليلاً ما يحتويه الڤيديو المرفق أسفل المقال بالرابط .
نرى في الفيديو تمكن العشرات من الباحثين من إستخدام الموجات الصوتية لتحريك ورفع الجزيئات الصغيرة والقطرات السائلة.
كانت بداية التجارب الخاصة بالرفع بالموجات الصوتية من خلال فريق مشترك من الباحثين من المملكة المتحدة والبرازيل حيث تمكنوا في عام 2016 من رفع كرة من البوليسترين محيطها 50 مم على بعد عدة سنتيمترات من الأرض حيث بقيت معلقة لفترة طويلة في الهواء طالما كان جهاز توليد الموجات الصوتية يعمل.
بعد عام واحد فقط نجحت مجموعة أخرى من الباحثين الذين يعملون في جامعة بريستول في رفع كرة من البوليسترين يبلغ قطرها سنتيمترين عموماً في كلا التجربتين استخدم الباحثون طريقتين مختلفتين تمامًا لتحقيق هذا الإنجاز.
التجربة الأولى التي قام بها فريق المملكة المتحدة و البرازيل برفع كرة البوليسترين طولها 50 مم عن طريق محاذاة ثلاثة محولات طاقة فوق صوتية (أجهزة تعمل على تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة صوتية) في ترتيب ثلاثي القوائم خلقت آثارها مجتمعة موجة صوتية ثابتة أدت في الواقع إلى نفي قوة الجاذبية في منطقة محلية .
أما تجربة فريق جامعة بريستول كالتي نراها بالفيديو فقد قاموا بدمج محول طاقة واحد بالموجات فوق الصوتية مع عاكس صوتي لتصنيع موجة صوتية ثابتة والتي حافظت على وضعها الثابت بعد أن انعكست مراراً وتكراراً على نفسها.
تثبت هذه الدراسات أن استغلال الامواج الصوتية برفع الاجسام ممكن من خلال التلاعب بالموجات، وأن هناك أكثر من طريقة لإنجاز المهمة قد يتيح لنا التقدم العلمي المتواصل في المستقبل عن طرق أكثر لاستخدام الصوت للتغلب على قوة الجاذبية وقد يكون بعضها أكثر فعالية من التقنيات التي تم تطويرها حتى الآن.
في الحقيقة لم يتم إستخدام التقنيات الصوتية المطورة التي رأيناها لرفع الأشياء الثقيلة أو الكبيرة وبصراحة أكبر لا يعرف علماء القرن الحادي والعشرين ما إذا كان هذا الشيء ممكناً أو ربما يتاح استخدامه في المستقبل وكل الفديوهات التي ترونها على اليوتيوب التي تبين رفع حجوم ثقيلة بهذه الخاصية كاذبة فالفيديو الذي ارفقته هو ذروة ما توصل إليه العلماء اليوم بتقنية الرفع بالصوت.
بعد هذا العرض السريع لهذه التقنية نعود قليلاً لنظريات المعارف القديمة الغامضة المرتبطه بهذه الحادثة اي الرفع بالصوت والتي مهدت لها منذ قليل والتي تربط بخاصية الإرتفاع الصوتي لبناء الصروح الضخمة المترامية حول العالم والتي يقف العلم الحديث بكل إمكانياته عاجزاً أمامها .
من أهم الأمثلة :
– الاهرامات و الهرم الأكبر : ترجع إحدى النظريات بناء الأهرامات إلى تقنية الارتفاع الصوتي في الحقيقة لا يوجد أي دليل أثري يدعم هذا الإفتراض بإستثناء ما كتبه أبو الحسن علي المسعودي وهو مؤرخ عربي من القرن العاشر الميلادي عن مصر القديمة والطرق التي يزعم أنها استخدمتها لنقل الأحجار الضخمة بما في ذلك تلك المستخدمة لبناء الأهرامات وادعى أنه يوضع تحت الحجر ورق بردي سحري طُبع عليه عدداً من الرموز وبعد ذلك تم ضرب قضيب معدني على الحجر لبدء عملية الرفع وفقًا لما ذكره المسعودي تم توجيه الحجر على طريق مسار من أعمدة معدنية موضوعة على كل جانبي الحجر يعتقد البعض أن هذه الأعمدة كان يمكن استخدامها لإنشاء اهتزازات صوتية عالية التردد والتي كانت مسؤولة عن إنشاء تأثيرات الارتفاع الصوتي إذاً خارج هذه الشهادة الخطية المفتوحة للتفسير لا يوجد دليل مباشر يشير إلى أن الأهرامات شيدت بالإرتفاع الصوتي.
لكن هناك ملاحظة مهمة قدمتها لكم في مقال المكونات الأربعة وطاقة الهرم وبينت ان الهرم الأكبر في الجيزة يمتلك بعض الخصائص الصوتية غير العادية فلديه القدرة على تضخيم الأصوات الناتجة عن باطن الارض فكما بينا أﻥ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ الحسابي للتردد ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺏ ﻭﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺱ ﻟﻸﺭﺽ ﻋﻨﺪ ﺧﻂ ﺍﻟﻌﺮﺽ المار ﻓﻲ هضبة ﺍﻟﺠﻴﺰة ﻫﻮ 8.1 ﻫﻴﺮﺗﺰ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺎﺭﺏ ﻟﺘﺮﺩﺩ ﺷﻮﻣﺎﻥ العلاجي الشهير الذي يبلغ 7.83 هيرتز بالتالي لايمكننا النفي أو الإثبات أن المصريين الذين بنوا الأهرامات على هضبة الجيزة كانوا يعرفون الكثير عن الصوت ويعرفون كيف يمكن استخدامه لإنتاج تأثيرات قوية – بما في ذلك الإرتفاع.
من الصروح العالمية الأخرى التي ينسب البعض بنائها لخاصية الارتفاع الصوتي أو الصوتي هي قلعة المرجان التي تقع في جنوب شرق ولاية فلوريدا وهي ليست بعيدة عن مدينة ميامي.
وقلعة المرجان The Coral Castle هي مدينة حجرية مترامية الأطراف بناها المهاجر الأمريكي اللاتفي إدوارد ليدسكالينين بين عامي 1923 و 1951.
تم بناء قلعة المرجان من ما يقرب من 1000 طن من الصخور التي قام ليدسكالينين بقصها وتشكيلها ورفعها في مكانها بالكامل بنفسه.
رفض ليدسكالينين السماح للزائرين أو المراقبين بزيارة الموقع أثناء عمله لذلك لا توجد وثائق لشهود العيان تفصل طرق البناء الخاصة التي استخدمها هذا الشخص.
كما لم يكن هناك تقارير عن أصوات غامضة قادمة من المنطقة المجاورة لقلعة المرجان خلال مرحلة البناء مع ملاحظة ان هذا ليس دليلاً كون حادثة الإرتفاع الصوتي التي توصل إليها العلماء اليوم تعتمد عموماً على استخدام الترددات الصوتية غير المسموعة للبشر.
في كتاباته ومحادثاته لم يحدد ليدسكالينين على وجه التحديد الصوت كعامل رئيسي في عمله. لكن من المعروف أنه كان مهتماً بالراديو وكان يمتلك مجموعة من المعدات اللاسلكية والتي استخدمها لأغراض غير معروفة ربما للسيطرة على الجاذبية.
أخبر ليدسكالينين أحد الاشخاص أنه يعرف كيف يتناغم مع “موسيقى النجوم” في إشارة يمكن أن يكون لها دلالات حرفية أو مجازية.
في شرح مآثره المذهلة أعلن ليدسكالينين الغامض بشكل دائم ما يلي: “لقد اكتشفت أسرار الأهرامات واكتشفت كيف أن المصريين والبنائين القدامى في بيرو وآسيا بنوا صروحهم مع أدوات بدائية فقط ترفع وتضع الكتل من الحجر التي تزن عدداً من الأطنان! ” .
بالضبط كيف تمكن ليدسكالينن اكتشاف أسرار القدماء هذا امر غير معروف ولكن هناك تقارير تفيد بأنه كان ماسونياً ممارساً ويظهر من خلال الرموز الماسونية الموجودة في قلعته عموماً لا يمكن البت في هذه القضية ولا يمكنني أن أعطي رأياً ثابتاً في ما مضى شاهدت أحد الافلام الوثائقية عن قلعة المرجان عموماً يحاول إثبات كلام ليدسكالينين في ضوء المعارف القديمة والنصوص المقدسة التي يعتبرها الفيلم تحمل رسائل خفية للبشر عموماً ساتيح لكم مشاهدة الفيلم من هذا الرابط.
https://m.youtube.com/watch?v=brW8enK1uNs
ومن القصص المهمة أيضاً والغريبة التي لا تدخل بالمنطق ولا دليل عليها المرتبطة بصوفية الشرق الأقصى وتحديداً كهنة التيبت فكثير من القصص من القصص جائت من المسافرين في الشرق الأقصى الذين يزعمون أنهم صادفوا صوفياً أو زاهدين يمتلكون القدرة على رفع الأجسام أحيانًا بمساعدة الصوت.
جاءت إحدى أهم هذه القصص الرائعة من طبيب سويدي يدعى dr. Jarl الدكتور جارل والذي تم إحضاره إلى منطقة نائية في التبت في عام 1939 لعلاج رجل بوذي تبتي مقدس يعاني من مرض غير معروف.
بعد قضاء بعض الوقت بين الرهبان ، اكتسب ثقتهم في نهاية المطاف ولإظهار تقديرهم قاموا بمظاهرة في الرفع الصوتي الذي ترك الدكتور جارل مذهولاً.
تفاصيل روايته ان الرهبان رتبوا 19 آلة موسيقية (13 برميل وستة أبواق) في قوس 90 درجة حول حجر كبير ثقيل بدأوا العزف على هذه الآلات في انسجام تام والغناء والهتاف في نفس الوقت بعد لحظات قليلة إرتفع الحجر فجأة في الهواء واستمر في الارتفاع حتى هبط على قمة تلة حوالي 250 متر فوق سطح الأرض.
تكررت هذه الحادثة عدة مرات للدكتور جارل و الذي ادعى أن قد صنع افلاماً توثق هذه الحادثة لكن تمت مصادرتها من قبل الجمعية العلمية الإنجليزية التي رعت رحلته إلى آسيا واعلنوا انه تم تصنيفها ووعدوه بان الافلام ستصدر في العام 1990م لكن في الحقيقة لم يصدر اي من هذه الافلام كما ادعى بعض ممن كتبوا عن الإرتفاع الصوتي ظنوا أن هذه الافلام تم نشرها في الحقيقة لم يتم نشر شيء من هذا القبيل و في الحقيقة هذه الرواية حول مصادرة الافلام لا تصدق يتخللها المبالغة.
مع ملاحظة مهمة ان هذه الحكاية رواها على لسان الدكتور جارل الكاتب النيوزلندي بروس كاثي Bruce Cathie أما الدكتور جارل لانعرف عنه سوى اسمه الذي اخبرنا به الكاتب والطيار النيوزلندي.
اخيراً في السنوات الأخيرة طورت وكالة ناسا تكنولوجيا الحفر الصوتي كوسيلة لإزالة المواد من الصخور والمواد الصلبة الأخرى التي واجهتها في مهام فضائية وقد ساعد ذلك في زيادة الاهتمام بقدرة الصوت على توليد القوة بما في ذلك الطاقة اللازمة لرفع الأجسام المادية التي نرى ولادتها اليوم وما يخفيه المستقبل لنا يخفي الكثير فلا حدود للعلم والمعرفة.
المقطع المرفق كامل :
https://m.youtube.com/watch?v=0K8zs-KSitc
Amjad Sijary