
إن عالمنا مكان رائع ومتنوع وجميل ، فيه ملايين الأنواع من الحيوانات والنباتات ، ولكننا سوف نتوجه إلى الأنواع المهيمنة ألا وهي البشر. نحن نعتبر أن الجنس البشري منتشر في جميع أنحاء العالم كأعضاء في نوع واحد ، الإنسان العاقل ، لكننا بالتأكيد لا نبدو جميعًا متشابهين. من اللغة والثقافة والملابس إلى الطول وشكل الوجه ولون الشعر ، يمتلك البشر العديد من الأشياء التي تجعلنا متميزين عن بعضنا البعض.
ومع ذلك ، إذا كنا جميعًا ننتمي إلى نفس النوع ، ألا يجب أن يكون لون بشرتنا الأساسي هو نفسه؟. في الحقيقة تختلف ألوان البشرة عند البشر في مختلف دول العالم، وهناك سبب رئيسي ولا ينكره أحد وهو مادة الميلانين واختلاف تركيزها في جسم الإنسان، والذي يتسبب في ظهور البشرة فاتحة أو غامقة. وفي هذه المقالة سنعرض عليكم سبب اختلاف لون البشرة عند الناس وتوضيح بعض العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى زيادة أو نقصان تواجد مادة الميلانين.
الميلانين
إن لون بشرتنا يتم تحديده من خلال صبغة تسمى الميلانين ، وفي حين أن كل شخص لديه الميلانين (الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والداكنة على حد سواء) ، فإنه يأتي بأشكال ونسب مختلفة. ويسمى شكلا الميلانين eumelanin و pheomelanin . يأتي Eumelanin باللونين البني والأسود بشكل أساسي ، بينما يظهر الفيوميلانين باللونين الأحمر والأصفر. يتم إنتاجه من قبل مجموعة متخصصة من الخلايا تسمى الخلايا الصباغية.

العوامل التي تؤدي إلى إختلاف لون البشرة
1 – الميلانين وكثافته

الميلانين هو مادة صبغية تتواجد في خلايا الجلد ، فكلما زاد اسمرار البشرة أو اتجاهها للون البني هذا يعني أن الميلانين كثيفة في البشرة، وكلما زاد بياض البشرة يعني أنها أقل. مع العلم بأن الزيادة أو النقصان كلها لا تتجاوز 1 غرام.
2 – مكان العيش قريب أو بعيد عن خط الاستواء
إن العيش في المناطق القريبة من خط الإستواء تعني التعرض كثيرًا لأشعة الشمس الحامية، مما يزيد من امتصاص الخلايا الصبغية للأشعة فوق البنفسجية وبدوره زيادة صبغة الميلانين في الجسم التي تجعل من البشرة أكثر اسمرارًا.
3 – تأثير الأشعة فوق البنفسجية
إن عملية إنتاج الميلانين تتم في الخلايا الطلائية التي يحتوي عليها الجلد، وتعتبر الأشعة فوق البنفسجية محفزًا لعمل هذه الخلايا لإنتاج صبغة الميلانين. وبما أننا ذكرنا في الملاحظة السابقة بأن صبغة الميلانين تمتص الضوء بشكل جيد، إذًا ستزيد نسبة إنتاج صبغة الميلانين وبدوره سيؤدي هذا إلى ازدياد اسمرار البشرة.
ومن الضروري معرفته هو أن صبغة الميلانين قادرة على امتصاص 99.9% من الأشعة فوق البنفسجية التي تصل للجسم، لذلك إذا تعرض الشخص لهذه الأشعة “أو أشعة الشمس” بشكل مفرط سيؤدي هذا لإصابته بأمراض جلدية.
4 – العمليات المتعلقة بالحمل والرضاعة والولادة

إن النساء وخلال فترة الحمل والولادة تستهلك الكثير من الكالسيوم، وكذلك خلال عملية الرضاعة، وحتى يقوم الجسم بإعادة بناء الكالسيوم الذي يتم استهالكه، يعمل الجلد على استغلال أشعة الشمس وامتصاصها للإستفادة من فيتامين D. لهذا فإن الخلايا الصبغية يقل استهلاكها لأشعة الشمس مما يؤدي إلى قلّة نشاطها مقارنةً بالرجال أو النساء الذين لا يلدن.
ولذلك نرى أن النساء إذا حملوا وأرضعوا فإن خلاياهم الصبغية يقل نشاطها، مما يؤدي إلى سطوع أكثر في البشرة.
5 – العامل الوراثي

إن العامل الوراثي له دور كبير في لون بشرة الأبناء، فالخلايا التي تنشئ صبغة الميلانين يتم تكوينها حسب إنزيم التيروزينيز الذي ينقله الأهل للأطفال. وبهذا فإن كمية الصبغة التي يتم تكوينها ينتقل من الأبناء للأطفال، ومع ذلك فقد يكون هناك اعتلال في تكون جزء من الكروموسوم” من الكروموسومات الجسدية وقد يؤدي إلى تكون خلل مما يؤدي إلى ولادة أطفال بصفات في البشرة تختلف عن الأهل.
المصادر
https://en.m.wikipedia.org/wiki/Human_skin_color
https://en.m.wikipedia.org/wiki/Melanin
https://www.thoughtco.com/incomplete-dominance-a-genetics-definition-373471
Why Do People Have Different Skin Colors?