
العابيرو، الغابيرو ،الهابيرو الأبيرو Habiru ، Hapiru ʿApiru وهو مصطلح يستخدم في نصوص الألف الثاني قبل الميلاد في جميع انحاء الهلال الخصيب لوصف طبقة إجتماعية شكلت في فترات لاحقة مجموعة بشرية غير متجانسة كالعصابات من الخدام والعبيد والمرتزقة و المتمردين والخارجين عن القانون المعتاشين من أساليب السطو و السلب والنهب كما لاتجمعهم لغة مشتركة و يعيشون في الأماكن البعيدة عن السلطة المركزية في الأطراف بالتالي شكلت البوادي بيئة مناسبة لتجمعهم .
قد يظن البعض أن كلمة عابيرو تأتي من عابر ابن شالح التوراتي والبعض من العبور وعبور إبراهيم العبراني لكن في الحقيقة كلمة العابيرو،الغابيرو الأبيرو تعني المغبر القذر ويمكن أن نرجع المعنى لإحتمالان :
-إحتمال أخلاقي “مغبر” كأن تقول لشخص عديم الأخلاق ” وسخة ” بالتالي المعنى مختص بطبيعة حياتهم المنبوذة من قبل المجتمع المتحضر في ذلك العصر القائمة على القتل والسطو لذلك نجد إستخدام الكلمة السومرية SA.GAZ ومقابلها الأكادي saggasu في بعض النصوص لوصفهم وتعني ” القاتل”
– الإحتمال الثاني :
المغبر ناتج من طبيعة حياة البدوية المليئة بالغبار التي تجعلهم مستسخين بالغبار دائماً .
وجدت المئات من الوثائق التي تعود للألفية الثانية قبل الميلاد والتي تذكر العابيرو حيث عُثر عليها في مناطق عديدة تتراوح بين مصر وكنعان ونوزي والأناضول لكن أشهر ذكر للعابيرو كان في وثائق تل العمارنة وتمثال الملك إدريمي والملك إدريمي لم يكن من العابيرو لكنه عاش بينهم خلال إستيطانهم في صحراء كنعان وقاد جيشاً منهم لإستعاده مُلكه في ألالاخ أما وثائق تل العمارنة المكتوبة بالأكادية التي تعود، للقرن الرابع عشر قبل الميلاد يصفهم الملوك الكنعانيون من خلال المراسلات بأنهم خارجون عن القانون ومرتزقة والتي تذكر ﺃﻥ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﻨﻌﺎﻧﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗُﺨﻀِﻊ ﻋﺪﺓ ﻗﺮﻯ ﻣﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺼﺮ .
وﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ” ﻋﺒﺪﻱ ﻫﻴﺒﺎ ” ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻟﺼﺪ ﻫﺠﻤﺎﺕ ” ﺍﻟﻌﻴﺒﻴﺮﻭ ” ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺬﺭ ﺍﻟﻤﻠﻚ ” ﻋﺒﺪﻱ ” الملك المصري ﻣﻦ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ .
العبرانيون والعابيرو
يعتبر الربط بين العبرانيين في التناخ والعابيرو في النقوش الأثرية موضع نزاع منذ إكتشاف هذه النقوش التي ذكرَتهم والتي ترجع للالف الثاني قبل الميلاد وذلك نتيجة رفض يهودي لفكرة أن العابيرو لا يشكلون أمة واحدة وشعب واحد.
لكن بعد العرض البسيط لطبيعة حياة العابيرو وإستيطانهم في الصحراء الكنعانية وتجمعهم بها قادمين من مناطق مختلفة إبتداءً من أواخر القرن الرابع عشر قبل الميلاد وهجماتهم على أورشليم القدس في حكم عبدي هيبا كلها تشير إلى علاقة قوية بينهما وخصوصاً أن كلمة العبرانيون تطابق بالنطق بشكل مهم كلمة العابيرو .
كما أن التقليد اليهودي يعترف صراحة أن اليهود كانوا في الحقيقة مجموعة من العبيد الهاربيين من الإضطهاد بالإضافة لطبيعة الحياة البدوية التي عاشها العبريون في بداية حياتهم قبل الإستقرار بين الكنعانين والذي نراه جلياً بطبيعة إلههم الرعوي يهوه الدموي الإله الإقليمي المنغلق البركاني الثائر الذي يعبر عن حياة بدوية عاشها العبريون وذلك قبل حياتهم المدنية بين الكنعانين والتي ظهر تأثيرها بشكل مباشر بدخول إله الكنعانين الأكبر إيل ودمجه مع يهوه مما جعل نصوصهم متناقضة بين إله بركاني ثائر دموي نراه في يهوه وإله عطوف رحيم نراه في إيل كل هذه النقاط تبين أن العابيرو هم ذاتهم العبريون والذين شكلوا إلى جانب عدد من الشعوب البدوية الأخرى نواة للشعب السامري و اليهودي المشرقي ” .
Amjad Sijary