تعريف :
تم وصف اسم إدريس على أنه ربما يكون أصله من معنى “المترجم الفوري”. تقليديًا ، يعتبر الإسلام أن للنبي دورًا تفسيريًا وصوفيًا ، وبالتالي فإن هذا المعنى يحظى بقبول عام. بدأت مصادر إسلامية لاحقة ، من القرن الثامن ، في الاعتقاد بأن إدريس يحمل اسمين ، “إدريس” و “أخنوخ” ، بل إن مصادر أخرى ذكرت أن “اسم إدريس الحقيقي هو أخنوخ وأنه يُدعى إدريس باللغة العربية بسبب تفانيه في دراسة الكتب المقدسة لأسلافه آدم وشيث “ . لذلك ، سلطت هذه المصادر اللاحقة الضوء أيضًا على إدريس إما بمعنى “مترجم” أو أن له معنى قريبًا من دور تفسيري. قال العديد من المفسرين الكلاسيكيين للقرآن ، مثل البيزاوي ، إنه “يُدعى إدريس من الدار العربية ، بمعنى” يدرس “من علمه بالأسرار الإلهية “.
ولد هرمس الهرامسة بمصر في مدينة منف .
وهو باليونانية ( ارميس ) فقيل : ( هرميس ) ومعنى ( أرميس ) : عطارد . ويسمى أيضاً عليه السلام عند اليونانيين طرميس ، وعند العرب إدريس ، وعند العبرانيين اخنوخ ، وهو إبن يارد بن مهلائيل بن قينان بن آنوش بن شيث بن آدم عليهم السلام .
سيرته وحياته :
كان إدريس قبل الطوفان الكبير الذي غرق الدنيا ، وهو الطوفان الأول ، وكان بعده طوفان آخر غرق أهل مصر فقط . وكان في بداية أمره تلميذاً لغوثاديمون المصري ، وكان غوثاديمون أحد أنبياء اليونانيين والمصريين ، وهو أوراني الثاني عندهم وإدريس أوراني الثالث عليه السلام.
وتفسير اسم غوثاديمون : الجد السعيد .
خرج هيرميس عن مصر ، ودار الأرض كلها ، وعاد إلى مصر ورفعه الله إليه بها .
قال الله تعالى : ( ورفعناه مكاناً عليا ) .
وذلك بعد اثنتين وثمانين سنة ، ودعا الخلائق من أهل سائر الأرض إلى الباري عز وجل بإثنين وسبعين لسانا ، وآتاه الله الحكمة فكلمهم بلغاتهم المختلفة وعلمهم وأدبهم وبنى لهم مائة مدينة وثمان مدن عظام أصغرها الرها ( مدينة قديمة في شمال العراق تدعى اليوم أورفا ) .
وكان أول من استخرج علم النجوم ، وأقام لكل إقليم سنة تليق بهم وتقارب آراءهم ، وخدمته الملوك وأطاعه أهل الأرض كلها وأهل الجزائر التي في البحار .
خدمه أربعة ملوك وكل واحد منهم ولي – بأمره عليه السلام – الأرض كلها : فأولهم ايلاوس وتفسيره الرحيم ، والثاني إبنه آوس ، والثالث اسقلفيوس ، والرابع آمون وهو ابسيلوخش .
ودعا إلى دين الله والقول بالتوحيد والعبادة وتخليص النفوس من العذاب . وحرض على الزهد في الدنيا والعمل بالعدل وطلب الخلاص في الآخرة ، وأمرهم بصلوات ذكرها لهم على صفات بينها لهم وصيام في أيام معروفات من كل شهر ، والإقدام على الجهاد لأعداء الدين والزكاة عن الأموال ، ومعونة الضعفاء بها . وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة والحيض ومس الموتى . وأمرهم بتحريم أكل الخنزير والحمار والجمل والكلب وغيرها من المآكل . وحرم السكر من كل شيء من المشروبات ، وشدد فيه أعظم تشدد .وجعل لهم أعيادا كثيرة في أوقات معروفة فيها صلوات وقرابين : منها لدخول الشمس رؤوس البروج ، ومنها لرؤية الهلال وأوقات القرانات ، وكلما صارت الكواكب إلى بيوتها واشرافها أو ناظرت كواكبا أخرى قربوا قربانا .
والقرابين فيما جاء به ثلاثة أشياء : – البخور – الذبائح – الخمر ، ويقربون من باكورة الأشياء من الرياحين الورد ومن الحبوب الحنطة والشعير ، ومن الفاكهة العنب ، ومن الأشربة الخمر ، ووعدهم أنه سيأتي بعده عدة أنبياء وعرفهم أن من صفات النبي المبعوث أن يكون بريئا من المذمات والآفات كلها ، كاملا في الفضائل الممدوحات كلها ، لا يقصر عن مسألة يسأل عنها مما في السموات والأرضين ، وأن يدل على ما فيه الشفاء من كل ألم ، وأن يكون مستجاب الدعوة في كل ما طلبه من إنزال الغيث ورفع الآفات وغير ذلك من المطالب ، وأن يكون مذهبه ودعوته المذهب الذي يصلح به العالم وتكثر عمارته .
ورتب الناس ثلاث طبقات : – كهنة وملوك ورعية . ومرتبة الكاهن فوق مرتبة الملك لأن الكاهن يسأل الله في نفسه وملكه ورعيته ، وليس للملك أن يسأل الله تعالى في شيء إلا في نفسه ورعيته ، وليس للرعية أن تسأل الله شيئاً إلا لأنفسها فقط . وكان – عليه السلام – رجلاً آدم اللون ، تام القامة ، أجلح ، حسن الوجه ، كث اللحية ، مليح التخاطيط ، تام الباع ، عريض المنكبين ، ضخم العظام ، قليل اللحم ، براق العينين ، أكحل ، متأنيا في كلامه ، كثير الصمت ، ساكن الأعضاء ، إذا مشى أكثر نظره إلى الأرض ، كثير الفكرة ، به جد وعبسة ، يحرك – إذا تكلم – سبابته .
وكانت مدته على الأرض اثنتين وثمانين سنة ، وكان على فص خاتمه الذي يلبسه في كل يوم (الصبر مع الإيمان بالله يورث الظفر) . وعلى فص الخاتم الذي يلبسه في الأعياد (تمام الفرح بالأعياد الأعمال الصالحة) . وعلى فص خاتمه الذي يلبسه إذا صلى على ميت (الأجل حصاد الأمل والموت رقيب غير غافل) .
وانتهت شريعته – وهي الملة الحنيفية ، وتعرف أيضا بدين (القيمة) إلى مشارق الأرض ومغاربها ، وشمالها وجنوبها ، وطبق الأرض بأسرها حتى لم يبق على وجه الأرض آدمي إلا وهو يدين بها ، وكانت قبلته إلى حقيقة الجنوب على خط نصف النهار .
مواعظ وآداب هرمس الهرامسة :
قال عليه السلام وهو إدريس النبي المثلث بالنبوة والحكمة والملك :
– لن يستطيع أحدكم أن يشكر الله عزّ وجل على نعمه بمثل الإنعام بها على خلقه .
– من أراد بلوغ العلم وصالح العمل فليترك من يده أداة الجهل وسيء العمل ، كما أن الصانع الذي يعرف الصنائع كلها إذا أراد الخياطة أخذ آلتها وترك آلة النجارة ، وإذا أراد الكتابة أخذ آلتها وترك آلة الخياطة ، فحب الدنيا وحب الآخرة لا يجتمعان في قلب أبدا .
– أيها الإنسان ! إذا اتقيت ربك وحذرت الطرق المؤدية إلى الشر لم تقع فيه .
– لا تمل مع الهوى وحلاوة الدنيا الصادة لك عن الشغل بمعادك فتكون كالغريق المشتغل عن التدبير لخلاص نفسه بحمل بضاعة ثقيلة قد اغتر بحسنها وهي سبب عطبه .
– خير الدنيا حسرة وشرها ندم .
– لم يكن البشر ليهتدوا إلى معرفة عظمة الله عز وجل لولا أن عرفهم نفسه وهداهم إلى عبادته بالوساطة من أنبيائه وحملة وحيه المختارين المصطفين ، الناطقين عن روح القدس ، المرشدين إلى تقوى الله وسبيل طاعته ، الموقفين لنا على حدود أوامره وزواجره وحفظ نواميسه وسننه والسلوك في مذاهب رضاه المؤدية إلى الحياة الدائمة والنعيم المتصل .
– لا ترفعوا دعائكم إلى الله بالجهالة ولا بالنيات المدخولة ولا تعصوه ولا تتعدوا حدوده ونواميسه ولا يجرين أحد منكم في معاملة أخيه إلى ما يكره أن يعامل بمثله ، واتفقوا وتحابوا وثابروا على الصوم والصلاة جماعة ببصائر صافية نقية ونيات غير متقسمة ولا مشوبة ، وتوادوا على طاعة الله عز وجل والتقوى له ، واسمعوا للخير واجتهدوا فيه . ولتكن تأديتكن فرائض الله عليكم بالتمام والكمال والخشوع والخضوع من غير عجب ولا استكبار وإياكم والتفاخر والتكاثر وعليكم بالإخبات والتواضع ، لكيما تستثمروا ثمار الخير من أعمالكم .
– ابعدوا عن مخالطة الخونة والفسقة ومبتغى الضلال ومقابح الأعمال .
– لا تحلفوا كاذبين ولا تهجموا على الله باليمين ، واعتمدوا الصدق حتى يكون ” نعم” من قولكم “نعم” و”لا” “لا” وتورعوا عن تحليف الكذابين بالله جل ذكره ، وإياكم أن تشاركوهم في الإثم إذا علمتم منهم الحنث ، وليكن الآثر في نفوسكم أن تكلوهم إلى الله عالم السرائر فحسبكم به من حاكم بعدل ، وناطق بفضل ، يوم يجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته .
– تأدبوا بآداب الله التي دعاكم إليها وأمرهم بحفظها ، واتبعوا الحكماء والعلماء ، وخذوا عنهم الفضائل ، ولتكن شهواتكم مصروفة إلى طلب الحمد واستحقاق المدح ، ولا تصرفوها إلى الشرور ومقابح الأمور .
– تحفظوا من مخالطة القوم الذين لا يهتدون إلى الحق ولا يكملون معرفته ولا يتعلقون منه بعصمة ، غير أنهم يسمعونه سماعا ولا يعقلونه فعالا ، لا تنصبوا لمكاره الناس الحبائل ، ولا تبغوا لهم الغوائل ، ولا تسعوا لهم في المضرة ، فإن ذلك لا يخفى ، ومتى خفى في الأول لم يخفى في المستأنف ، وارفعوا أنفسكم عن أن تفعلوا هذا الفعال وتقوموا هذا المقام .
– اجمعوا بين محبة الديانة والحكمة ، وقفوا نفوسكم على تعليمها ، وإن قدرتم على أن يكون زمان مقامكم في هذه الدنيا مصروفا بأسره إلى ذلك دون غيره فافعلوا ، ومتى كنتم بهذه الصفة سهل عليكم ما يصعب على غيركم ، وكان ما يحصل لكم من شرف الفضيلة أنفع من ذخائر الذهب والفضة وسائر أصناف القنية ، إذ كانت عروض الدنيا تفنى ولا تبقى ، وثواب الله يبقى ولا يفنى .
– ساووا بين باطنكم وظاهركم في المخاطبات بينكم ، ولا تكن ألسنتكم مخالفة لضمائركم .
– روضوا أولادكم بالتعليم من الصغر وقبل أن يكبروا لئلا يتمردوا عليكم ويميلوا إلى الشرور ويلحقكم الإثم فيهم .
– إذا دخلتم في الصيام فطهروا نفوسكم من كل دنس ونجس ، وصوموا لله بقلوب خالصة صافية متنزهة عن الأفكار السيئة والهواجس المنكرة ، فإن الله يستنجس القلوب الملطخة والنيات المدخولة ، ومع صيام أفواهكم من المآكل فلتصم جوارحكم من المآثم ، فإن الله لا يرضى منكم بأن تصوموا عن المطاعم فقط ، لكن عن المناكير كلها والفواحش بأسرها . ليت شعري ! مايغني عنكم الصوم إذا كانت أفعالكم مذمومة وبصائركم مشوبة ؟! وواظبوا في صيامكم على بيوت الله ، واعمروها بالصلاة والدعاء ، ولا تستكثروا بالعبادة ولا تروموا بها السمعة والشهرة ، بل استعملوها بالتذلل لله عزّ وجل والاستكانة له ، وإذا أديتم فرائضكم وعيدتم أعيادكم وانقلبتم إلى منازلكم مسرورين بحرمكم وأولادكم فاذكروا أهل الضر والمسكنة ومدوا أيديكم إليهم بالبر والمواساة .
– نفسوا عن المكروبين ، فرجوا عن المحزونين ، افتدوا الأسارى ، عالجوا المرضى ، اكسوا العراة ، أضيفوا الغرباء ، أطعموا الجياع ، أرووا العطاش ، عزوا المصاب ، خلصوا المظلومين ممن يظلمهم .
– لا تزيدوا المحزونين حزنا ، ولا تصيروا مع خطوب زمانهم عوناً عليهم ، بل سلوهم وعزوهم وعاونوهم وعاضدوهم وواسوهم بالقول الحسن والفعل الجميل ، وإن كانوا ممن أسلفوكم الإساءة فاغتفروا لهم وانتصروا بهم على ما نالهم من العقوبة .
– من أعطاه الله فضلاً في دنياه فلا يفخرن به على أخيه ، ولا يتداخله الكبر والتعاظم ، وليكن ذلك الفضل محتقرا في عينه ، فإن الله عزّ وجل خلق الفقراء والأغنياء خلقا واحداً وهم عنده سواء .
– من كظم غيظه وقيد لفظه ونظف منطقه وطهر نفسه فقد غلب الشر كله .
– إذا كانت الحكمة خالصة فهي معدن كل سعادة ، ومظهر كل أدب وماحقة كل سوء .
– أعظم الناس مصيبة في الدنيا والآخرة من لم يكن له عقل ولا حكمة ، ولا له في الأدب رغبة .
– من منع ما عنده من العلم والأدب للصالحين قوى بذلك أجهل الأشرار ، ومن منع العلم لمستحقه منعه الله منفعته في الدنيا والآخرة .
– من جاد بالعلم والحكمة فهو أفضل ممن جاد بالمال وأبقى لذكره ، لأن المال يفنى والعلم يبقى .
– السلامة ألا يعادي المرء أحدا ولا تكون منه إساءة إلى من عاداه وأضر به ، بل يحسن إليه ويلين له القول ، فإن من أفضل أعمال العلماء ثلاثة أشياء : أن يبدلوا العدو صديقا ، والجاهل عالماً ، والفاجر برا .
– المزاح يفني الهيبة كما تفني النار الحطب .
– الحاسد يكثر وده في اللقاء وبغضه في المغيب ، واسمه صديق ، ومعناه عدو .
– الفرصة سريعة الفوت بطيئة العودة .
– المستشير على طرف النجاح .
– وسئل : ما الذي يهد الرجل ؟ فقال : الغضب والحسد ، وأبلغ منهما الهم .
– وسئل : ما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء أكثر مما يأتي الأغنياء أبواب العلماء ؟ فقال : لمعرفة العلماء بفضل الغنى ، ولجهل الأغنياء بفضل العلم ، وإن العلم ممدوح بكل لسان ، متزين به في كل مكان .
– وقال : العقل بغير أدب كالشجرة العاقر ، والعقل مع الأدب كالشجرة المثمرة .
– الأدب صورة العقل ، فحسن عقلك ما قدرت .
– غضب الجاهل في قوله ، وغضب العاقل في فعله .
– يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك .
– اجتنب مصاحبة الكذاب ، فإنه مثل السراب يلمع ولا ينفع .
– رب كلام جوابه السكوت ، ورب عمل الكف عنه أفضل ، ورب خصومة الإعراض عنها أصوب .
– أحمد الأشياء عند أهل السماء والأرض لسان ناطق بالحق والعدل .
– تزود من الخير وأنت مقبل ، خير من أن تتزود منه وأنت مدبر .
– وقال لتلميذه فواطيلس : أفهمت ما قلت لك ؟ قال نعم . قال : لا أرى عليك أثر الفهم . قال : وكيف ذلك ؟ قال : لا أراك مسروراً ، والدليل على الفهم السرور .
– وقال : لكل شيء حيلة غير الموت ، وكل شيء فان غير الإثم ، وكل شيء يبيد غير العمل الصالح ، وكل شيء يطاق تغييره غير الطباع ، وكل شيء يقدر على إصلاحه غير الخلق السوء ، وكل شيء يستطاع دفعه غير القضاء .
– وقال : لا تعاجل الذنب بالعقوبة ، واجعل بينهما للإعتذار طريقا .
– زلة العالم تكسر السفينة تغرق وتغرق خلقا كثيراً
– الغنى وطن ، والفقر غربة ، والطمع رق ، واليأس حرية .
النبي إدريس في الأدب الإسلامي :
يروي الأدب الإسلامي أن إدريس أصبح نبيًا في حوالي الأربعين من عمره ، وهو ما يوازي العصر الذي بدأ فيه محمد في التنبأ ، وعاش في وقت بدأ فيه الناس في عبادة النار. تزين التفسير حياة إدريس ، وتنص على أن النبي قسم وقته إلى قسمين. لمدة ثلاثة أيام من الأسبوع ، كان إدريس يكرس لشعبه وأربعة أيام يخصصها فقط لعبادة الله . كثير من المعلقين الأوائل ، مثل الطبري ، ينسبون إلى إدريس حكمة ومعرفة عظيمتين .
يروي التفسير أن إدريس كان من “أوائل الرجال الذين استخدموا القلم وكذلك كان من أوائل الرجال الذين لاحظوا حركة النجوم ووضعوا الأوزان والمقاييس العلمية”. تظل هذه الصفات متوافقة مع تعريف أخنوخ بإدريس ، حيث توضح هذه الصفات أن إدريس ربما عاش على الأرجح خلال أجيال آدم ، نفس الحقبة التي عاش فيها أخنوخ. وصف ابن عربي إدريس بأنه “نبي الفلاسفة” ونسب إليه عدد من الأعمال. كتب بعض العلماء تعليقات على هذه الأعمال المفترضة ، كل ذلك بينما كان لإدريس أيضًا الفضل في العديد من الاختراعات ، بما في ذلك فن صناعة الملابس.
وروى المفسر ابن إسحاق أنه كان أول من كتب بالقلم ، وأنه ولد لما كان لآدم 308 سنين من عمره. وفي شرحه للآيات القرآنية 19: 56-57 ، روى المفسر ابن كثير “مر عليه النبي في السماء الرابعة في حديث ابن عباس .وسأل كعب ما المراد بجزء من الآية: “ورفعته إلى مرتبة عالية”. فشرح كعب: أنزل الله على إدريس: “أَرْفَعُ لَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ قَدْرَ أَفْعَالِ كُلَّ أَوْلَادِ آدمَ” – ربما معناه وقته فقط. لذلك أراد إدريس أن يزيد أعماله وتفانيه. زار صديق له من الملائكة ، فقال له إدريس: “أنزل الله لي كذا وكذا ، فأرجو أن تتكلم مع ملاك الموت لأزيد أعمالي”. حمله الملاك على جناحيه وصعد إلى السماء . عندما وصلوا إلى الجنة الرابعة ، التقوا بملاك الموت الذي كان ينزل نحو الأرض. فحدثه الملاك عما قاله إدريس له من قبل. قال ملاك الموت: “ولكن أين إدريس؟” قال: على ظهري. قال ملاك الموت: يا للعجب! أُرسلت وقيل لي أن أمسك روحه في الجنة الرابعة. ظللت أفكر كيف يمكنني الاستيلاء عليها في السماء الرابعة عندما كان على الأرض؟ ثم أخرج روحه من جسده ، وهذا المراد بقوله: (وَرَفَعناه).
نسبت الروايات المبكرة لحياة إدريس “ثلاثين جزءًا من الكتاب المقدس” إليه. لذلك فهم العديد من المعلقين الأوائل إدريس على أنه نبي ورسول في نفس الوقت . ربط العديد من المعلقين الحديثين هذه المشاعر مع الأبوكريفا الكتابية مثل كتاب أخنوخ وكتاب أخنوخ الثاني .
المراجع :
- Kīsāʾī, Qiṣaṣ, i, 81-5
- ^ “İDRÎS – TDV İslâm Ansiklopedisi”. islamansiklopedisi.org.tr. Retrieved 2020-08-11.
- ^ Erder, Yoram, “Idrīs”, in: Encyclopaedia of the Qurʾān, General Editor: Jane Dammen McAuliffe, Georgetown University, Washington DC.
- ^ P. S. Alexander, “Jewish tradition in early Islam: The case of Enoch/Idrīs,” in G. R. Hawting, J. A. Mojaddedi and A. Samely (eds.), Studies in Islamic and Middle Eastern texts and traditions in memory of Norman Calder ( jss Supp. 12), Oxford 2000, 11-29
- ^ W.F. Albright, Review of Th. Boylan, The hermes of Egypt, in Journal of the Palestine Oriental Society 2 (1922), 190-8
- ^ H. T. Halman, “Idris,” in Holy People of the World: A Cross-Cultural Encyclopedia (ABC-CLIO, 2004), p. 388
- ^ Qur’an 19:56-57 and Qur’an 21:85-86
- ^ Quran 19:56–57
- ^ Encyclopedia of Islam, “Idris”, Juan Eduardo Campo, Infobase Publishing, 2009, pg. 344
- ^ Encyclopedia of Islam, Juan Eduardo Campo, Infobase Publishing, 2009, pg. 559
- ^ Encyclopedia of Islam, Juan Eduardo Campo, Infobase Publishing, 2009, pg. 344: (His translation made him) “Islamic tradition places him sometime between Adam and Noah.”
- ^ Encyclopedia of Islam, Juan Eduardo Campo, Infobase Publishing, 2009, pg. 344: (His translation made him) “a unique human being.”
- ^ Sahih Muslim, 1:309, 1:314
- ^ Wheeler, Historical Dictionary of the Prophets in Islam and Judaism, Idris, pg. 148
- ^ Encyclopedia of Islam, Juan Eduardo Campo, Infobase Publishing, 2009, pg. 345″
- ^ Encyclopedia of Islam, Infobase Publishing, 2009, pg. 344: “It probably originated as a term in ancient Hebrew for “interpreter”…”
- ^ Encyclopedia of Islam, Juan Eduardo Campo, Infobase Publishing, 2009, pg. 344
- ^ a b c d A Dictionary of Islam, T.P. Hughes, Ashraf Printing Press, repr. 1989, pg. 192
- ^ See Ezekiel
- ^ “Islamic History of the Prophets of God الأنبياء”. www.alsunna.org. Archived from the original on 2010-07-08.
- ^ a b c d Lives of the Prophets, Leila Azzam
- ^ History of the Prophets and Kings, Tabari, Volume I: Prophets and Patriarchs
- ^ a b Encyclopedia of Islam, G. Vajda, Idris
- ^ Ibn Sabi’n is said to have written on one of Idris’s works cf. Hajiji Khalifa, iii, 599, no. 7010
- ^ Tafsir Ibn Kathir; commentary 19:56-57
- ^ Zaid H. Assfy Islam and Christianity: connections and contrasts, together with the stories of the prophets and imams Sessions, 1977 p122
- ^ Abdullah Yusuf Ali, The Holy Qur’an: Text, Translation and Commentary C2508. Idris is mentioned twice in the Quran, viz.; here and in 21:85, where he is mentioned among those who patiently persevered. His identification with the Biblical Enoch, who “‘walked with God’ (Gen. 5:21-24), may or may not be correct. Nor are we justified in interpreting verse 57 here as meaning the same thing as in Gen. 5:24 (“God took him”), that he was taken up without passing through the portals of death. All we are told is that he was a man of truth and sincerity, and a prophet, and that he had a high position among his people. It is this point which brings him in the series of men just mentioned; he kept himself in touch with his people, and was honoured among them. Spiritual progress need not cut us off from our people, for we have to help and guide them. He kept to truth and piety in the highest station.
- ^ “Hazrat Idrees / Enoch (علیہ السلام) – Biography”.
- A survey of the literary and archaeological evidence for the background of Hermes Trismegistus in the Greek Hermes and the Egyptian Thoth may be found in Bull, Christian H. 2018. The Tradition of Hermes Trismegistus: The Egyptian Priestly Figure as a Teacher of Hellenized Wisdom. Leiden: Brill, pp. 33-96.
- ^ Stapleton, H.E.; R.F. Azo & M.H. Husein (1927). Chemistry in Iraq and Persia in the Tenth Century AD: Memoirs of the Asiatic Society of Bengal, Volume 8. Calcutta: Asiatic Society of Bengal. pp. 398–403.
- ^ Kevin Van Bladel, The Arabic Hermes. From pagan sage to prophet of science, Oxford University Press, 2009, p. 168 “Abu Mas’har’s biography of Hermes, written approximately between 840 and 860, would establish it as common knowledge.”
- ^ (Faivre 1995 pp. 19–20)
- ^ Çakmak, Çenap. Islam: A World Encyclopedia, Vol. 1: A-E. 2017. p 674-675.
- ^ Brown, John Porter. The Darvishes: Or Oriental Spiritualism. Edited by H. A. Rose. 1968. p 174, footnote 3.
- ^ Brinner, William M. The History of Al-Tabari, Vol. III. Edited by Ehsan Yar-Shater. 1991. p 415, footnote 11.
- ^ Crone, Patricia. Islam, the Near East, and Varieties of Godlessness: Collected Studies in Three Volumes, Vol. III. Edited by Hanna Siurua. 2016. p 49-70
37. كتاب مختار الحكم ومحاسن الكلم (لأبي الوفاء المبشر بن فاتك) . تحقيق وتدقيق الدكتور عبد الرحمن البدوي .