تصفح

المجتمعات والتعاليم السرية

يعتبر جسم الأنسان كموضوع للترميز عبر التاريخ البشري هو الأقدم تمثيلاً و الأكثر إنتشاراً في العالم من بين بقية الرموز سواء الهندسية أو الحيوانية أو النباتية. فقد إعتبرت كل الحضارات القديمة ابتداءاً من مصر و سوريا و بلاد الرافدين وصولاً إلى الفرس والإغريق والهندوس أن هذا الجسد هو تمثيل عضوي و فلسفي لهذا الكون فإستندت معظم أفكارهم على فكرة أساسية وهي أن هذا الكون اللامحدود واللانهائي في حجمه اللانهائي في عدد مكوناته له نظيره و رمزيته في جسم الإنسان . ومن هذا الفهم اشتركت معظم التعاليم السرية بفكرة إنشاء نظام لاهوتي سري تم فيه وصف الكون الأكبر بالـ ” Macrocosm” أي العالم العظيم أو الجسم – والحياة الإلهية أو الكيان الروحي أما جسم الإنسان “Microcosm” فكان الكون الأصغر الفردي.

يعتبر جسم الأنسان كموضوع للترميز عبر التاريخ البشري هو الأقدم تمثيلاً و الأكثر إنتشاراً في العالم من بين بقية الرموز سواء الهندسية أو الحيوانية أو النباتية.

فقد إعتبرت كل الحضارات القديمة ابتداءاً من مصر و سوريا و بلاد الرافدين وصولاً إلى الفرس والإغريق والهندوس أن هذا الجسد هو تمثيل عضوي و فلسفي لهذا الكون فإستندت معظم أفكارهم على فكرة أساسية وهي أن هذا الكون اللامحدود واللانهائي في حجمه اللانهائي في عدد مكوناته له نظيره و رمزيته في جسم الإنسان .

ومن هذا الفهم اشتركت معظم التعاليم السرية بفكرة إنشاء نظام لاهوتي سري تم فيه وصف الكون الأكبر بالـ ” Macrocosm” أي العالم العظيم أو الجسم – والحياة الإلهية أو الكيان الروحي أما جسم الإنسان “Microcosm” فكان الكون الأصغر الفردي.

– كانت الأسرار الوثنية في مجملها مهتمة بتعليم المبتدئين العلاقة الحقيقية بين الماكروكوسم والميكروكوسم بمعنى أخر بين الألهة والإنسان.

إذاً كان المفهوم الوثني عن الإنسان هو التالي : “الإنسان هو كون صغير داخل الكون العظيم ” و وجوده في هذا الكون كوجود الجنين في بطن أمه فيمكن تحديد علاقته بالكون على ثلاثة مستويات و هي :

– الجسم المادي الأرضي متعاطف ومرتبط كلياً و وجودياً بالأرض التي تمثل الأم لهذا تم ربط الأمومة بالأرض منذ القدم.
-النفس النجمية ترتبط ارتباطاً كلياً بالفلك والاجرام وتؤثر عليها.
– الروح الإلهية و هي شعاع أو ماتسميه الأديان نور إلهي متناهي في الصغر موجودة في كل إنسان وهذا النور أسير في حدود الجسد المادي.
إذا النموذج المادي والنموذج النجمي الخالد والنموذج الإلهي هم كانوا ثالوث الوجود الذكي.

– إسُتخدمت الأصنام من هذه الأديان كرمز للقوة الإلهية الذي خلق الإنسان وأبدعه فقد شكلت القياسات والنسب أساساً مهما في تصميم الأصنام كمحاكاة للتصميم الذكي الإلهي الذي إعتبروه موجوداً في كامل أرجاء الكون ومن هنا أخذت هذه النسب و القياسات صفة القداسة ومنها كانت الهندسة المقدسة والتي سبق أن شرحتها لكم.

– وبعد زمن طويل طمست هذه الأسرار الدلالات والقياسات وضاعت الأفكار والشروح حول هذا التمثال الغامض الذي يقف في المعبد وبدأ عصر عبادة الأصنام التي إعتبروها على صورة الله دون فهم مغازيها حتى أن بعض الاديان الوثنية بعد ضياع الأسرار اعتبر الصنم هو الإله نفسه.
ومن هنا يمكن أن نجد فكرة الأديان بأن الله خلق الإنسان على صورته .

– أدرك الفلاسفة في العصور القديمة أن الإنسان نفسه كان المفتاح إلى حل لغز الحياة لأنهم إعتبروه صورة حية عن الأسرار الإلهية.
بالتالي يمكن إعتبار علم الأحياء المكون الملموس كلياً هو المصدر الأول لفلسفة الاديان الأولى التي بنى أفكاره الدينية عليها قبل أن ينظر للأعلى ويربط هذا الجسم بالكون الملحوظ غير الملموس وصولاً لربطه بخارج الملموس في النطاق الحدسي المجرد المتمثل بالله والروح.

فالبيولوجيا كانت مصدر أساسي لجميع الأديان فنجد تقريباً جميع الكتب المقدسة وأساطير الخلق عندهم تحتوي علامات ودلالات وإسقاطات حيوية على سبيل المثال البيضة الكونية كمبدأ للوجود و إستخدام السمكة كرمز للخصوبة والرحم و إستخدام الارنب كذلك رمز للخصوبة والتكاثر والأفعى رمز للخلود والتجدد والدرجات التسعة التي يسلكها المريد في بعض الاسرار التي تمثل درجات مكوث الجنين بالرحم وغيره الكثير.

– يسود اليوم إعتقاد خاطئ يمكن ان نطلق عليه صفة الشعبي حول الروح وكونها تتمركز داخل الجسم لكن الأسرار كانت تدرس أن الروح تحيط بالجسم وتحتوي المادة فمن الناحية الفلسفية ، الشكل هو جزء من الروح فالطبيعة المادية للإنسان هي ضمن الروح لذلك فإن الطبيعة الكونية المادية بما فيها ذلك النظام الفلكي بأكمله هي في جوهر الله المتسامي اي الروح الكونية. كما يقول جبران خليل جبران ” لا تقل الله في قلبي لكن قل أنا في قلب الله ” .

– حذر المعلمون في الأسرار القديمة تلاميذهم من أن الصورة ليست هي الحقيقة بل مجرد تجسيد لفكرة ما بحد ذاتها كما أن الأحياء التي تعكسها تلك الصور هي إشارات أو تذكيرات من القوى الغير مرئية لذلك لا يجب إعتبار جسم الإنسان هو الفرد إنما هو دار يسكنه الفرد الحقيقي المتمثل بالروح مثله مثل المعبد الذي نسميه بيت الله ولا يمكن التخلص من هذا السجن إلا بالعرفان.

– النفس الإنسانية حسب هذه التعاليم السرية خالدة تمر عبر دورات الولادة والموت.
حيث تبقى اسيرة هذه الدورة المتمثلة بسجن النفس ضمن الجسد بعملية بالولادة وتحررها مؤقتاً من الجسد بالموت ولا يتم تحريرها نهائياً من هذه الدورة إلا بالعرفان والإضاءة.

– معظم تماثيل الآلهة والألهات في العصور القديمة تم تشبيهها بجسم الإنسان كما أسلفنا وكذلك العناصر والكواكب والأبراج تم تجسيدها بجسم الإنسان عموماً تم استخدام معاير خاصة في التمثيل والتعبيرات كان منطلقها جسم الإنسان و من هذه التمثيلات على سبيل المثال لا الحصر :

– أربعة أطراف تمثل أربعة مراكز رئيسية في الجسم في تمثيل لعناصر الكون الأربعة اليدين( نار – هواء ) و الرجلين ( ماء – تراب ) يرمز الراس أو الدماغ إلى العنصر الخامس المقدس ألا وهو ” الأثير ” الذي يتحكم ويوحد الأربعة الآخرين لذلك كانت النجمة الخماسية من أهم الرموز التي عبرت عن هذا التمثيل وتم ربط العدد 5 بالإنسان بالإضافة للرمزية التي تم إستخدامها لهذا الرقم في كل الأديان.

– تمثل الأصابع الأربعة لكل يد العناصر الأربعة وتمثل السلاميات الثلاثة لكل إصبع انقسامات العنصر ( صلب – سائل – غاز) كما يوجد في كل يد اثني عشر سلامية أما الإبهام فيحتوي سلاميتين وقاعدة يستند إليها للدلالة على معلم يعيش في العالم المادي و وصل إلى العرفان يستند على قاعدة عرفانية وتلاميذه 12 ومن ثم تم اسقاطها سماوياً على الشمس والبروج ال 12 وبعدها على بعض المعلمين الذين جعل منهم إله بطبيعتين (بشرية – إلهية ) وتلاميذهم 12 .


Amjad Sijary

تابعنا على وسائل التواصل الإجتماعي :
Previous Article

حرف الواو رمزيته وأسراره

Next Article

كشف أسرار العدد سبعة

Related Posts