تصفح

الفيلسوف السوري لونجينيوس الشهيد الثائر

وُلد الفيلسوف السوري كاسيوي لونجينيوس Cassius Longinus حوالي عام 213 في مدينة حمص ” إميسا ” ويعتقد أن اسمه الاصلي كان ديونيسيوس أما إسمه الروماني كاسيوس يبدو أنه قد ناله في إمتياز لاحق نالته عائلته ضمن الإمبراطورية الرومانية عمه البليغ والخطيب فرنتو الحمصي الذي كان معلماً للبلاغة في أثينا عاش لونجينيوس مع عمه فرونتو الحمصي في أثينا و يبدو أن فرونتو إهتم بشكل خاص بتعليم ابن أخيه البلاغة والخطابة وحين حانت منية فرونتو و هو على فراش الموت جعله وريثاً له وأصبح مدرساً للبلاغة في أثينا من بعده.

وُلد الفيلسوف السوري كاسيوي لونجينيوس Cassius Longinus حوالي عام 213 في مدينة حمص ” إميسا ” ويعتقد أن اسمه الاصلي كان ديونيسيوس أما إسمه الروماني كاسيوس يبدو أنه قد ناله في إمتياز لاحق نالته عائلته ضمن الإمبراطورية الرومانية عمه البليغ والخطيب فرنتو الحمصي الذي كان معلماً للبلاغة في أثينا عاش لونجينيوس مع عمه فرونتو الحمصي في أثينا و يبدو أن فرونتو إهتم بشكل خاص بتعليم ابن أخيه البلاغة والخطابة وحين حانت منية فرونتو و هو على فراش الموت جعله وريثاً له وأصبح مدرساً للبلاغة في أثينا من بعده.

يذكر لونجينوس أنه قد قام في صغره بالعديد من الرحلات مع والديه زار خلالها العديد من البلدان .

أحاط بلونجينيوس خلال حياته في أثينا عدد من الأسماء المهمة من الفلاسفة تمتع بينهم بسمعه عظيمة ومكانة مرموقة حيث تلقى لونجينوس تعليمه على يد مؤسس الأفلاطونية المحدثة الفيلسوف الإسكندراني أمونيوس ساكاس أستاذ الفيلسوف الشهير أفلوطين كما تعلم ايضاً على يد أوريجانوس الإسكندراني الذي كان هو الأخر فيما مضى تلميذاً لأمونيوس ساكاس.
في أثينا ألقى لونجينيوس محاضرات حول النقد و الخطابة والقواعد النحوية ودرس الفلسفة الأفلاطونية لمدة ثلاثين عاماً هناك فقد كان يعتبر أفلاطوني حقيقي يتضح من بقايا أعماله التي لا تزال قائمة وكذلك من خلال التعليقات التي كتبها على العديد من حوارات أفلاطون .
لم تشرح تعليقاته فقط الموضوع الذي ناقشه أفلاطون ولكن أيضاً تُظهر أسلوب لونجونيس وقوته وإضافاته فكانت تميل للمادية اكثر من الروحانية فاعتبره أفلوطين أنه عالم أكثر من كونه فيلسوفاً .

بعد أن أكمل تعليمه على يد أمونيوس ساكاس في الإسكندرية عاد إلى أثينا و كرس في اثينا كامل وقته لتدريس تلاميذه حتى انه لم يتبقى له الوقت الكثير للكتابة وأحد أشهر تلاميذه كان الفيلسوف السوري الشهير فورفوريوس الصوري
بالرغم من قربه الكبير من فلاسفة الأفلاطونية المحدثة كامونيوس ساكاس و افلوطين وفورفوريوس فإن لونجينيوس لم يعتنق الأفلاطونية الحديثة فاستمر بكونه فيلسوفاً أفلاطونياً من النوع القديم يبدو أن لونجينوس كان لطيفًا جداً لأنه على الرغم من أن تلميذه فورفوريوس تركه والتحق بالأفلاطونية المحدثة فلم يُظهر لونجينوس أي سوء نية تجاهه و استمر في معاملته كصديق ودعاه للحضور إلى تدمر مكان اقامته بعد ان غادر أثينا.

رحلته إلى سوريا :

بعد أن أمضى معظم حياته في أثينا في التدريس و تأليف أفضل أعماله عاد إلى بلده سوريا إما لرؤية أصدقائه في ” حمص” إميسا أو لتسوية بعض شؤون الأسرة.
يبدو أنه خلال هذه الزيارة لسوريا أصبح معروفًا في تدمر بالنسبة للملكة العظيمة زنوبيا التي طلبت منه المجيء لتدمر و جعلت منه معلم الأدب اليوناني لها ولعائلتها فقد كانت إمرأة ذات موهبة كبيرة ومولعةً بالفنون و الأدب.
وبعد وفاة الملك أذينة زوج زنوبيا إستلمت زنوبيا السلطة كوصية على ابنها وهب اللات بتشجيع من لونجينيوس الذي غدا مستشاراً لها .
كما نصحها وشجعها على الثورة والإستقلال للتخلص من الحكم الروماني والتبعية الرومانية لمملكة تدمر حيث غدت مدينة تدمر في عهد زنوبيا من أهم ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ حتى أنها ﻧﺎﻓﺴﺖ ﺭﻭﻣﺎ ﻭﺳﻴﻄﺮﺕ مساحات جغرافية واسعة ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ الغربي ﻭﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﺏ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ .
وبعد أن استشعر اورليان خطر تدمر الطامحة بالإستقلال على إمبراطوريته أرسل لها رسالةً يطلب منها الإستسلام كتبت زنوبيا رداً قويَّ اللهجة مفعماً بالحيوية ترفض فيه كل مطالبه.

بعد عدد من المعارك تمكن أورليان سنة 273 م من القضاء على ثورة مملكة تدمر و وقعت زنوبيا في الأسر و إختلفت الروايات حول مصيرها
مصير زنوبيا لأن المؤرخين القدماء تركوا روايات متضاربة منها متأثر بالدعاية المعادية ضد زنوبيا التي وجدت بعد سقوط مملكة تدمر فكتب مثلاً المؤرخ الاغريقي / الروماني زوسيموس في القرن الخامس ميلادي أنها توفيت قبل عبور البوسفور في طريقها إلى روما وفقًا لهذا المصدر تكون زنوبيا قد إنتحرت بمادة ما أو بالإضراب عن الطعام .
ومنها مثلاً ما يرويه المورخ جون مالالاس في القرن السادس ميلادي فيذكر أن أوريليان أهان زنوبيا من خلال السير بها عبر المدن الشرقية في أنطاكية وقام الإمبراطور بتقييدها وأجلسها على منصة في ميدان سباق الخيل لمدة ثلاثة أيام قبالة سكان المدينة وفي النهاية قطع رأسها في الروايتين السابقتين نهاية منطقية لملكة قوية وصلبة ذات عزة وكرامة وكبرياء واجهت به أعظم إمبراطورية في عصرها واقتربت من تأسيس إمبراطورية عظيمة منافسة لروما لكن نجد روايات يرددها البعض كالتي يذكرها تاريخ أوغسطين أن أوريليان أعطى زنوبيا منزلاً في تيفولي بالقرب من فيلا هادريان حيث عاشت هناك وكتب زوناراس أن زنوبيا تزوجت من رجل نبيل وتزوجت من سناتور روماني واليوم أصبح المنزل الذي سكنته حسب الرواية نقطة جذب سياحي في روما ولكن أرى أن هاتين الروايتين لا تناسبان الصفات التي ذُكرت بها زنوبيا.

بالعودة لفيلسوفنا الثائر في العام 273م بعد سقوط تدمر دفع لونجينوس حياته ثمناً لنصيحته وثوريته و سقط شهيداً بعد أن أعدمه الرومان إلى جانب عدد من رجال البلاط التدمري.

فكانت نهاية هذا الفيلسوف الثائر المحب المتحمس للحرية المشهور بصراحته الكبيرة سواء في التعبير عن آرائه أو فضح أخطاء الأخرين تاركاً وراءه عدداً من الأعمال لم ينجو منها إلا القليل
في مقدمتها كان كتاب “على النهايات” المذكور عمل فورفوريوس الصوري ” حياة افلوطين ” .

ومن أهمها كان شروحاته حول حوارات افلاطون ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ حيث كانت تدور ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺷﺮﻭﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﺭﻱ ﺗﻴﻤﺎﻳﻮﺱ ﻭﻓﺎﻳﺪﻭﻥ وبسببها كما سبق وذكرت لكم وصفه أفلوطين كعالم أكثر من كونه فيلسوفاً .
بالإضافة الى عمله الموسوم بالأسم “ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﺮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ‏” وهو عمل مجموع ﻓﻲ 21 ﻛﺘﺎﺑﺎً جعلت علماء عصره يلقبونه بسببه ﺑﺎﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ.
كما كتابه ‏” ﻓﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ‏” الذي وصلت إلينا أجزاء منه يعتبر ﺷﺎﻫﺪﺍً ﺛﻤﻴﻨﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺔ .


Amjad Sijary

تابعنا على وسائل التواصل الإجتماعي :
Previous Article

أقدم مدون في تاريخ البشرية

Next Article

علم الأثار في بابل - أقدم أشكال علم الأثار في التاريخ <br>َ

Related Posts