
ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ كلباس تعريفاً ﻫﻮ قطعة من القماش يتم فيها تغطية جزء من الرأس أو الوجه أو أي كائن له أهمية ما.
في البحث في تاريخ الحجاب قد نعتقد أن تاريخ الحجاب مرتبط كلياً بالدين الإسلامي لكن للأسف تلك معلومات خاطئة يتم تداولها بين الناس وتفتقر لأدنى درجات المعرفة بتاريخ هذه القطعة من اللباس . فالحجاب له ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ لكن ممارساته البارزة ﻛﺎﻧﺖ في الإسلام والمسيحية و اليهودية حيث ارتبط الحجاب بشكل خاص في تلك الأديان بالنساء حصراً .
اولاً : مقدمة تاريخية خارج الأديان السماوية
كان الحجاب عادة منتشرة من عادات بلاد الرافدين فقد ﺍﺭﺗﺪﺕ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻓﻲ سوريا والعراق الحجاب كعلامة على الإحترام والمكانة العالية وإنتقل بذات المعنى إلى ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ فقد ﺗﻢ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻝ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻣﻮﺛﻘﺔ ﺇﻟﻰ الحجاب ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺁﺷﻮﺭﻱ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻳﺮﺟﻊ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﺇﻟﻰ 1400 ﻭ 1100 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ حيث ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻯ الأشورين ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ واضحة و ﺻﺮﻳﺤﺔ ﺗﻮﺿﺢ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ شروط ارتداء النساء للحجاب والقوانين المرافقه له وتحديد من له الصلاحية في إرتدائه فقد كان يحظر على الجواري والعاهرات إرتداء النقاب ويفرض عقوبات قاسية جداً في حال تم القاء القبض عليهم وهم يرتدونه كعقوبة الجلد مثلاً و قطع الأذن وبالمقابل كان الأشوريون يفرضون لبس الحجاب على النساء الأحرار لتميزهم عن العاهرات والجواري ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﻀًﺎ ” ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ” ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻣﺎﺕ والبغايا .
ﺃﺩﻯ ﺗﺪﺍﺧﻞ بين الشرق الادنى لشعوب الهلال الخصيب والأمبراطورتين الفارسية واليونانية ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ فقد ﻛﺎﻥ ﺣﺠﺎﺏ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ منتشراً ايضاً ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 550 ﻭ 323 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ فنجد العديد من التماثيل اليونانية الكلاسيكية والهلنستية ﺗﺼﻮﺭ ﻧﺴﺎﺀً ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺎﺕ تضعن ﻏﻄﺎﺀً للرأس بذات المعنى الموجود في بلاد الرافدين دلالة على السلطة والمكانة العالية و لإظهار تواضعهن وعفتهن كما إعتقدوا أن الحجاب يحميهن من العين الشريرة لكن الفتيات الغير المتزوجات لم ترتدين الحجاب الإ بعد زواجهن وتحديداً حجاب الوجه لذلك جادل البعض في ان هذا الفعل يمثل سلطة الرجل على زوجته و إذا قامت الزوجة بإزالة غطاء الوجه كان يدل على خروج الزوجة عن سلطة رجلها أي خروجها من الزواج و يستشهدون بحادثة مدونة من العام 166 ق. م حيث ﻃﻠﻖ ﺍﻟﻘﻨﺼﻞ ﺳﻮﻟﺒﻴﺴﻴﻮﺱ ﺟﺎﻟﻮﺱ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ مكشوفة الوجه ﻣﻤﺎ ﺳﻤﺢ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺮاه هو فقط .
استمر الحجاب مع الإمبراطورية الرومانية ومناطق نفوذها ومنها سوريا فنجد على سبيل المثال في تدمر نجد عدداً كبيراً من المنحوتات لشخصيات تدمرية ترتدي اغطية الراس الملفوفة بطريقة معينة والتي نراها اليوم مع بعض النسوة من كبار السن يرتدونها بذات الطريقة بغض النظر عن إنتمائهم الديني .
ثانياً : الحجاب في الأديان السماوية
تمت ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻣﻦ قبل ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺘﻴﻦ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ من قبل الديانة اليهودية حيث كان ﺭﻣﺰًﺍ ﻟﻼﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ العالية ويبدو في البداية أن الشعور اليهودي في التفوق كان الأصل في تشريع هذا اللباس ومن ثم تمت إضافة المفاهيم الذكورية الخاصة بالحجاب والتي كانت غير واضحة جيداً في الفترات السابقة و التي نراها في الأديان السماوية مابعد اليهودية حيث أمرت ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ من خلال دراسات الكتاب المقدس المرأة ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻷﻧﻪ ﺍﻋﺘُﺒﺮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﺠﻠﺐ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ لذلك وجب حجب الأنثى وعزلها عن العالم الخارجي وترسيخاً لمبدأ سيطرة الرجل على المراة وإعتبارها أحد الممتلكات الخاصة به ولا يجوز لاحد الإطلاع عليها عموماً وتكون قطعة القماش مقياساً لشرفها حتى نكون منصفين معاني الغطاء الجديدة لم تتخلى عن المعاني القديمة التي شرحناها سابقاً لكن كملتها بمفاهيم ذكورية أكبر من الذي كانت عليه بالفترات السابقة كون الديانة اليهودية ديانة ذكورية بإمتياز ترتكز على دنو مرتبة الأنثى من الرجل كونها مخلوقة من ضلعه حسب الرواية التوراتية عموماً نجد العديد من النصوص التناخية التي تبرز اهمية الحجاب في الحياة اليهودية كالنص النذكور مثلاً في إحدى القضايا في سفر العدد5 :
“ﺍﺫﺍ ﺷﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺰﻧﺎ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻳﻜﺸﻒ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ، ﻭﻳﻀﻊ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺗﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺗﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ، ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﻟﻤﺮ ﻭﻳﺴﺘﺤﻠﻒ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻬﺎ : ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻟﻢ ﻳﻀﺎﺟﻌﻚ، ﻭﻟﻢ ﺗﺨﻮﻧﻲ ﺯﻭﺟﻚ، ﻓﺄﻧﺖ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﻟﻤﺮ ﻫﺬﺍ .”
ﻳﺮﺩ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺍﺵ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﻌﺪﺩ 5/18 ﺳﺒﺐ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ : ” ﻷﻥّ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺕ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﻌﻮﺭﻫﻦ ﻣﻐﻄّﺎﺓ , ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧّﻪ ﻟﻤّﺎ ﻳَﻜﺸﻒ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺳﻬﺎ , ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : ﻟﻘﺪ ﻓﺎﺭﻗﺖِ ﺳﺒﻴﻞ ﺑﻨﺎﺕ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻬﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ﻣﻐﻄّﺎﺓ , ﻭﻣﺸﻴﺖِ ﻓﻲ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴّﺎﺕ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻳﻤﺸﻴﻦ ﻭﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ . ”
وفي ﺳﻔﺮ ﺃﺷﻌﻴﺎ 3 نجد دليلاً على ان الحجاب الراسي والحجاب الوجهي ” البرقع ” هو لباس الحشمة لليهوديات وان خلعه يحولهم الى اسيرات كالسبايا بلا كرامة فنقرأ :
“ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺏ : ﻷﻥ ﺑﻨﺎﺕ ﺻﻬﻴﻮﻥ ﻣﺘﻐﻄﺮﺳﺎﺕ، ﻳﻤﺸﻴﻦ ﺑﺄﻋﻨﺎﻕ ﻣﺸﺮﺋﺒﺔ ﻣﺘﻐﺰﻻﺕ ﺑﻌﻴﻮﻧﻬﻦ، ﻣﺘﺨﻄﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﻫﻦ، ﻣﺠﻠﺠﻼﺕ ﺑﺨﻼﺧﻴﻞ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻦ ﺳﻴﺼﻴﺒﻬﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﺑﺎﻟﺼﻠﻊ، ﻭﻳﻌﺮﻱ ﻋﻮﺭﺍﺗﻬﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻨﺰﻉ ﺍﻟﺮﺏ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻼﺧﻴﻞ ﻭﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ﻭﺍﻷﻫﻠﺔ ﻭﺍﻷﻗﺮﺍﻁ ﻭﺍﻷﺳﺎﻭﺭ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﺴﻼﺳﻞ ﻭﺍﻷﺣﺰﻣﺔ، ﻭﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻳﺬ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺗﻢ ﻭﺧﺰﺍﺋﻢ ﺍﻷﻧﻒ ﻭﺍﻟﺜﻴﺎب ﺍﻟﻤﺰﺧﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻃﻒ ﻭﺍﻷﻛﻴﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻳﺎ ﻭﺍﻷﺭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﻤﺰﻳﻨﺔ ﻭﺃﻏﻄﻴﺔ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻓﺘﺤﻞ ﺍﻟﻌﻔﻮﻧﺔ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﻭﺍﻟﺤﺒﻞ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺤﺰﺍﻡ، ﻭﺍﻟﺼﻠﻊ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ، ﻭﺣﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﺢ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺭ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ “
- في المسيحية كانت ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﻩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮة حول الحجاب في المسيحية المبكرة ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ الوارد ﻓﻲ رسالة بولس لاهالي كرونثوس 11 ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﺧﻠﻌﻦ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺛﺎﺭ ﺍﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻮﻟﺲ أﻥ ﻳﻌﻴﺪﻭﺍ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﺮﺟﻞ ” ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ” ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ او المسيح ….. !!!
” ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻳﺼﻠﻲ ﺃﻭ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺷﻲﺀ، ﻳﺸﻴﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺼﻠﻲ ﺃﻭ ﺗﺘﻨﺒﺄ ﻭﺭﺃﺳﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻐﻄﻰ، ﻓﺘﺸﻴﻦ ﺭﺃﺳﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻗﺔ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺇﺫ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺘﻐﻄﻰ، ﻓﻠﻴﻘﺺ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﺺ ﺃﻭ ﺗﺤﻠﻖ، ﻓﻠﺘﺘﻐﻂ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻐﻄﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺠﺪﻩ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻬﻲ ﻣﺠﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﺑﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﺑﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ .”
ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺄﺛﺮت فكرة الحجاب المسيحية بالعبادات الوثنية ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ككاهنات فيستال كما في الصورة إحدى كاهنات فيستال المخصصات لخدمة فيستال العذراء وذلك ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ لكن الإرتباط العضوي اليهودي المسيحي اكثر وضوحاً .
ﻳﺸﻬﺪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ و ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ كانت ﻋﺎﺩﺓ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﺮﺃﺱ قاعدة اساسية ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ وهذا ما ﻳﺆﻛﺪه ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ برسم ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺮﺗﺪﻳﻦ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﺮﺃﺱ على سبيل المثال كل ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ مريم ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ تظهر بها ﻣﺤﺠﺒﺔ .
ﻟﻌﺪﺓ ﻗﺮﻭﻥ ﻭﺣﺘﻰ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﻋﺎﻡ 1175 ، ﺍﺭﺗﺪﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻷﻧﺠﻠﻮ ﺳﻜﺴﻮنيات و النورمانديات غطاء الرأس ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺎﺕ الغطاء ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﻄﻲ ﺷﻌﺮﻫﻦ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن حجابهم يصل ﺇﻟﻰ ﺫﻗﻨﻬﻦ و لكن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃصبح ﺍﻟﻘﻠﻨﺴﻮﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﺃﺻﺒﺢ هذا النوع من ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺃﻗﻞ ﺷﻴﻮعاً ﻫﺬﺍ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ .
ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻗﺮﻭﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺎﺕ ﻳﻠﺒﺴﻦ غطاء الوجه خلال ﺍﻟﺠﻨﺎﺯات ﻭﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ” ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ” .
كما استنرت العادة بتغطية الرأس ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ الكنيسة أو في ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .
كما راينا ﺃﻥ الحجاب او غطاء الراس ﻭﻋﺰل النساء كمخلوق درجة ثانية ﻗﺪ ترسخ في الدينين ﺍﻟﻴﻬﻮﺩي ﻭﺍلمسيحي و اصبح من معالمهما قديماً وحتى اليوم عند عند المتدينين لكن مع ظهور الإسلام تبنى الإسلام ما تبناه اسلافه من الأديان التي يعتبر نفسه مكملاً لها بالرغم من أن المنطقة التي خرج منها الإسلام في الجنوب السوري وشمال شبه الجزيرة العربية كانت تستخدم الحجاب الوجهي والراسي قبل الإسلام لكنه كان أقل إنتشاراً من الشمال السوري حيث كانت إستخداماته كحماية للراس من الجو الصحراوي في المناطق البدوية أما في المناطق الحضرية فقد استمر ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ التي كانت متبعة من قبل ﺍﻹﻏﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻭﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ المرتبط بالمكانة ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ولتميز الحرة عن العبدة .
اقدم نص إسلامي مبكر تم ذكر كلمة حجاب فيه كان ﻓﻲ سورة الأحزاب 53 والذي لا نميز فيه إن كان الحديث عن حجاب الراس ام الستار الفاصل بين الغرف كون النص لا يظهر ابداً ان الحجاب هو قطعة ثياب كما أن النص واضح يخص زوجات الرسول والحكم الإسلامي الذي يحكم زوجات الرسول لايحكم غيرهم كقضية الزواج من بعد الرسول المحرم بنص قرآني فتقول الآية : ” ﻳﺎﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﻃﻌﺎﻡ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﻇﺮﻳﻦ ﺇﻧﺎﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻴﺘﻢ ﻓﺎﺩﺧﻠﻮﺍ ﻓﺈﺫﺍ ﻃﻌﻤﺘﻢ ﻓﺎﻧﺘﺸﺮﻭﺍ ﻭﻻ ﻣﺴﺘﺄﻧﺴﻴﻦ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻥ ﺫﻟﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﺫﻯ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻓﻴﺴﺘﺤﻰ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﻤﻮﻫﻦ ﻣﺘﺎﻋﺎ ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﻫﻦ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺠﺎﺏ ﺫﻟﻜﻢ ﺃﻃﻬﺮ ﻟﻘﻠﻮﺑﻜﻢ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻦ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺆﺫﻭﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺃﻥ ﺗﻨﻜﺤﻮﺍ ﺃﺯﻭﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺑﺪﺍ ﺇﻥ ﺫﻟﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻈﻴﻤﺎ “
والآيات التي تخص تحديد اللباس لبقية المسلمات هم :
- الآية 31 من سورة النور والتي يرد، فيها الخمار والتي تقول ” ﻭﻗﻞ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﻳﻐﻀﻀﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻦ ﻭﻳﺤﻔﻈﻦ ﻓﺮﻭﺟﻬﻦ ﻭﻻ ﻳﺒﺪﻳﻦ ﺯﻳﻨﺘﻬﻦ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻟﻴﻀﺮﺑﻦ ﺑﺨﻤﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﻮﺑﻬﻦ ” تتعامل مع قضية الخمار والخمار هو كل ما ييستر فيمكن أن تغطي المرأة به شعرها أو جسمها أو وجهها وفي كلتا الحالات الطلب واضح كيفما كان لبسه هو لتغطية منطقة النحر ” الصدر والرقبة ” ولم يذكر ابداً في نص ضرب الخمار على الراس بالتالي ليس تشريعاً ملزماً بالنسبة للمسلمة تغطية الراس انما الملزم بالنص تغطية جيوب الصدر .
- آية ﺍﻟﺠﻼﺑﻴﺐ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺭﻗﻢ 59 ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻘﻮﻝ : ” ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻗﻞ ﻷﺯﻭﺍﺟﻚ ﻭﺑﻨﺎﺗﻚ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﺪﻧﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﺟﻼﺑﻴﺒﻬﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺩﻧﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻦ ﻓﻼ ﻳﺆﺫﻳﻦ ” ﻭﺳﺒﺐ ﻧﺰﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﻦ ﻳﻜﺸﻔﻦ ﻭﺟﻮﻫﻬﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻣﺎﺀ ” الجواري ” ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺒﺮﺯ ﻭﺍﻟﺘﺒﻮﻝ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﻼﺀ لذلك كان بعض الرجال يتلصصون عليهم فجائت هذه الآية لتبين الفارق بين الجارية والحرة ويوجد رواية ملفتة تنسب لعمر تذكرنا بالعادات الاشورية حول ضرب عمر لكل جارية تدني جلبابها او تتخمر و تخفي وجهها اي تتشبه بالحرات ..
اذاً كيف ترسخ الحجاب كنوع من الفرائض الإسلامية بالرغم من عدم وجود نص قرآتي صريح داعم له ؟
لم يكن الحجاب إلزامياً عقب نشؤ الإمبراطورية الإسلامية في سوريا والعراق و ﺣﺘﻰ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ الرسول ﻣﺤﻤﺪ لكن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ من جهة ونظراً ﻷﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ مرتبط ﺑﺎﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻳﺔ ﻟﻺﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠّﺔ التي كانت قد شرعت إجتهادياً الحجاب فيما مضى تبعاً للاسباب التي درسناها سابقاً ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ من قبل هؤلاء المشرعين بل تجاوز الامر لإعتبار البعض منهم للحجاب شرعاً إلهياً و ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ كونهم أول من تقبله نتيجةً للمعاني النخبوية التي كان يحملها في العصور السابقة ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ وترسخ بشكل قوي ﺣﺠﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ الإحتلال ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ.
وبما أن اسلوب إختراق الحجاب للمجتمع كان ضمن النمط المدني ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺃﺑﻄﺄ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﻣﻊ ﻋﻤﻠﻬﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ حيث كان إﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻋﻤﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ لهؤلاء النساء ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ .
ﺑﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ عشر ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وسوريا ﻳﺮﺗﺪﻳﻦ ﺛﻮﺑًﺎ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﻄﺎﺀ ﻟﻠﺮﺃﺱ ﻭﺍﻟﺒﺮقع وهذا اللباس ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ والذي نراه عند طائفة الحريديم والمستوحى من العادات الاجتماعية لليهود التي يظهرها التناخ في نصوصه ودراساته.
لكن في القرن العشرين تحديداً بعد الحرب العالمية الاولى بدأ التداخل الحضاري الغربي و الشرقي والذي أثر بشكل واضح على اسلوب اللباس في المناطق الإسلامية فمنذ الخمسينيات وحتى وقت قريب ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ هي المهيمنة ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ و مصر وسوريا والعراق حيث ﻛﺎﻧﺖ الكثير ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺎﺕ ﻳﺮﺗﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﺮ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ والفساتين وكانت حياتهن طبيعية بدون حجاب حتى انه في العام 1953 م. طلب ﺯﻋﻴﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ من ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺃﻧﻬﻢ الجماعة ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻓﺮﺽ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ” فكان جواب عبد الناﺻﺮ “ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺍﺑﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ – ﻭﻫﻲ ﻻ ترتدي ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ يخصه ! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ؟ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ فرض الحجاب على ﻓﺘﺎﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ وهي إبنتك ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﻭأﺟﻌﻞ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ترتدي ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ؟ “
ﺷﻬﺪ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ إعادة إحياء ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻲ الشرق الأوسط بشكل عام و في مصر وسوريا والعراق بشكل خاص ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺨﻔﺎﺽ
الذي كانت ذروته في ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ حيث قامت الثورة الاسلامية في ايران كثورة شعبية ضد الشاه وممارساته وسياساته التغريبية التي طالت العادات والتقاليد و الأهم السيادة الايرانية .
وبعد أن رسخت ايران ثورتها التي اخذت طابعاً ثيوقراطياً حاولت تصديرها وتصدير صحوتها الإسلامية ونشر التشيع خارج الحدود الإيرانية لكن بصراحة حتى اليوم تأثيرها دينياً غير ملحوظ أمام الفكر الوهابي السعودي والفكر الإخواني الذي اسسه حسن البنا بدعم من بريطانيا من بضخ الأموال لدعم الدعاة والداعيات بالرغم من تصادم التياران سياسياً إلا انهما تبنيا اسلوباً واحداً في تشر ما يسمى الصحوة الإسلامية حيث إعتبر هؤلاء الدعاة أنفسهم مكرسين للعقيدة الإسلامية والذين إختاروا من المؤسسات التعليمية هدفاً لهم بإعادة إحياء العادات القديمة كنوع من العودة للسلف الصالح و التي كانت في طريقها الى الإنقراض ولا ننسى المنظمة الاخطر التي كانت فيما مضى من اخطر المنظمات ولم نستشف خطرهم الا بعد ان رأينا نتايجهم بعد سنين من عملهم الشبه سري وهم جماعة ﺍﻟﻘﺒﻴﺴﻴﺎﺕ التي أسستها منيرة القبيسي و التي ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ خارج سوريا كاﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺃﻭﺭﺑﺎ ﻭﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﻭﺃﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ ضمن مسميات مختلفة تبعاً للمعلمة الكبرى التي تقود جماعتهم ففي لبنان مثلاً ﺑﺮﺯﺕ السحريات تبعاً لسحر ﺣﻠﺒﻲ ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﺎﻋﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ
حيث ﻗﺎﻣﺖ هذه ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ بإستهداف وغسل، دماغ الألاف من الفتيات ممن شكلن امهات المستقبل اللواتي خرجنّ ويخرجنّ اجيلاً من الدعاة وعندما ظهرت النتائج للاسف تنبهنا وبدأنا الكتابة عنهم .
Amjad Sijary