الشهر هو الزمن أو الوقت الذي يستغرقه القمر للدوران دورة كاملة حول الأرض، ولهذا أسمته العرب شهرا لأنه يُشهر أي يُعرف بالقمر، ويتراوح عدد أيامه بين 28 يوما و31 يوما، ومن الجدير بالذكر أن مصدر كلمة أسبوع هو عدد أيامه أي الرقم سبعة. وتختلف أسماء الشهور في التقويم الهجري -القمري- عن أسمائها حسب التقويم الميلادي -الشمسي-، إلّا أنّ عددها واحد وهو 12 شهراً، أمّا أسماء الشهور الهجرية وسبب تسميتها فهي كالآتي:
الأشهر الهجرية في العصر الجاهلي
يرجع تسمية الشهور الهجرية إلى العصر الجاهلي قبل الاسلام ولاسيما قبل البعثة النبوية بـ 150 عامًا، إذ اجتمع العرب آنذاك بـ”كلاب بن مرة” جد النبي “صلى الله عليه وسلم”، في موسم الحج وطلب من رؤساء القبائل أن يتفقوا على مسميات للشهور؛ نظرًا لانها كانت تختلف مسمياتها من قبيلة إلى أخرى.
وبالفعل اتفق العرب على تسمية الشهور الهجرية بناءًا على ارتباطها بفصول السنة أو طبيعة المناخ وأيضًا بطبيعة الحياة البدوية والحروب القبلية، إذ نقل ابن الجوزي أن الشهور كلها لها أسماء غير الاسماء الاسلامية الحالية؛ فقد سمي محرم باسم بائق، وصفر نفيل، وربيع الاول طليق، وربيع الاخر ناجز، وجمادى الأول أسلح ، وجمادى الآخر أفتح، ورجب أحلك، وشعبان كسع، ورمضان زاهر، وشوال بط، وذو القعدة حق، وذو الحجة نعيش.
الأشهر الهجرية بعد الإسلام
محرم :
سمي شهر محرّم بهذا الاسم، لأنّه يُعدّ شهراً محرّماً، كما سمّي بذلك أيضاً تأكيداً لتحريمه خاصةً أنّ العرب كانت تتقلّب فيه، بمعنى أنّها تحلّه عاماً وتحرّمه عاماً، وهذا ما أورده السخاوي في كتابه المشهور في أسماء الأيام والشهور.
صفر :
يُعدّ شهر صفر ثاني الأشهر الهجرية، وسبب تسميته بذلك هو أنّ ديار العرب كانت تصفر خلاله، بمعنى أنّها تخلو من أهلها، وسبب خروجهم من ديارهم هو بحثهم عن الطعام والرزق بعد انتهاء الأشهر الحرم، إضافةً إلى هروبهم من حرّ الصيف.
ربيع الأول :
شهر ربيع الأول هو ثالث شهر من أشهر السنة الهجرية، وسمّي بذلك لارتباع العرب فيه، ومعنى كلمة ارتباع العرب فيه أيّ الإقامة في عمارة الربيع، وورد أيضاً أنّ تسمية هذا الشهر جاءت في الخريف فلزم إطلاق كلمة الأول معه .
ربيع الآخر :
يُعدّ ربيع الآخر الشهر الرابع من شهور السنة الهجرية، وسبب تسميته بذلك هو ذات السبب في تسمية ربيع الأول، حيث أنّ تسميته جاءت في فصل الربيع فلزمته، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّه يرجّح قول ربيع الآخر على ربيع الثاني، وذلك لأنّ كلمة الثاني توحي بوجود ثالث وهما شهران ربيعان فقط .
جمادى الأولى
جمادى الأولى هو الشهر الخامس من شهور السنة الهجرية، وسمّي بذلك لأنّ تسميته جاءت في فصل الشتاء حيث كان الماء يتجمّد من شدة البرودة فأُطلق عليه اسم جمادى .
جمادى الآخر
جمادى الآخر هو الشهر السادس من شهور السنة الهجرية، وسُمّي بذلك لذات السبب الذي سمّي به جمادى الأول، أمّا عن لفظة الآخر فهي أصح من الثاني، فهناك جمادان فقط وكلمة الثاني توحي بوجود ثالث.
رجب
رجب هو الشهر السابع من أشهر السنة الهجرية، وسمّي بذلك لأنّ العرب قديماً كانت ترجبه، ومعنى كلمة ترجبه تعظّمه، وكان يُطلق عليه قبل اسم رجب، بالأصمّ وذلك لعدم وقوع الحرب فيه.
شعبان
يُعدّ شعبان الشهر الثامن من أشهر السنة الهجرية، وسمّي بذلك الاسم لأنّ العرب كانت تتشعّب فيه وتفترق للغارة والحرب، وخاصة بعد انتهاء وانقضاء الأشهر الحرم.
رمضان
شهر رمضان المبارك هو الشهر التاسع من أشهر السنة الهجرية، وهو الشهر الذي فرض الله عز وجل على المسلمين فرض صيامه، وسمّي بذلك الاسم من الرمضاء وهو شدة الحر.
شوال
شهر شوال الشهر العاشر من شهور السنة الهجرية، والذي يُعدّ أول يوم فيه هو أول أيام عيد الفطر المبارك، وسمّي بذلك الاسم لسببين يحصلان في شهر شوال وهما: يقال تشوّلت الإبل بأذنابها أي رفعتها طلباً للإخصاب، والثاني تشوّلت الإبل أي نقص وجف لبنها .
ذو القعدة
ذو القعدة هو الشهر الحادي عشر من شهور السنة الهجرية، وسمّي بذلك لأنّ العرب كانت تقعد فيه عن القتال، فلا تقاتل ولا تغزو في هذا الشهر.
ذو الحجة
يُعدّ ذو الحجة الشهر الثاني عشر -والأخير- من شهور السنة الهجرية، وسمّي بذلك الاسم لحدوث موسم الحج فيه، وهو فريضة على كل مسلم مستطيع قادر.
الشهور السريانية
تعود تسمية الشهور السريانية إلى عام 312 م، وتنسب إلى السريان، وهم أقوام عاشوا في بعض مناطق الشرق الأوسط منذ عهود قديمة، وهي على النحو التالي:
كانون الأول والثاني
يرى البعض أن اسم كانون مشتق من الثبات والاستقرار، وقصد به ظواهر فصل الشتاء، في حين يرى البعض الآخر أنه من الكنّ والاستقرار في البيت بسبب توقف العمل بالزراعة حيث تحول العوامل الجوية دون ذلك، وقيل : من كلمة كانون التي تعني الشتاء، وقيل: إنها تعني موقد النار المعروف .
شباط
يعود معنى الكلمة إلى كلمات بابلية تشير إلى الضرب والجلد، وسبب التسمية هو شدة البرد والرياح في هذا الوقت من السنة .
آذار
أصل التسمية هو اللفظ البابلي آدارو، ويعتقد انه مشتق من فعل يعني الصوت العنيف الذي تسببه عواصف هذا الشهر .
نيسان
الكلمة من اللفظ البابلي نيسانو، ويعني البدء والتحرك، أو الشروع بالشيء. وكان هذا الشهر بداية السنة البابلية .
أيار
الكلمة بابلية الأصل، وقد تعني الضياء أو النور ، أو من كلمة بابلية أخرى تعني الزهر، وقصد به زهر فصل الربيع .
حزيران
لفظ سرياني يعني الحنطة أي القمح لوقوع موسم حصاده فيه .
تموز
اللفظ بابلي عن آخر سومري يعني ابن الحياة ، وقصد به إله عبده السومريين والأكاديين، وكان هذا الشهر مكرسا له، وهو إله يموت ويعود .
آب
الكلمة من اصل بابلي يعني العداء بسبب شدة الحر، وكان الشهر مكرسا لآلهة النار، وقد تكون التسمية سريانية بمعنى غلال ومواسم أو ثمر ناضج، كما يحتمل أن يكون الاسم من كلمة آب العربية التي تعني النبات والكلأ .
أيلول
الكلمة بابلية تشابه ما يقابلها بالعربية بمعنى الصراخ والعويل ، وكانت تقام في هذا الشهر المناحة ( النواح ) على الإله تموز .
تشرين الأول والثاني
من الكلمات السريانية، وكان هناك تشري قديم وتشري غراي أي اللاحق، وتعني بالعربية البدء والشروع، وكان شهر تشرين هو أول شهور السنة السريانية .
الشهور الرومانية (التقويم الغريغوري)
يُذكر أن التاريخ المعروف قديمًا منذ 750 قبل ميلاد المسيح كان يتكون من 10 أشهر فقط وذلك عند الرومان، واختلف الأمر بعد مجيء ” توما الثاني” الذي قام بإضافة شهرين وتصبح أيام السنة 355 يومًا، وفي عام 46 قبل الميلاد استدعى الإمبراطور الروماني “يوليوس قيصر” منجم “سوريجين” من الإسكندرية طالباً منه وضع تاريخ حسابي.
وتختلف الروايات حول بدايات التغيير للتقويم، ولكن أكثر الروايات تداولًا تعتمد على التغيير الذي قام به الإمبراطور ” يوليوس قيصر”، وتحويل التقويم من قمري إلى تقويم شمسي واُطلق عليه التاريخ ” اليولياني”.
وتفيد المصادر بأنه تم إطلاق هذا الاسم نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر، وبقي معمولاً به في أوروبا وبعض الأمم الأخرى، وفي القرن السادس أو الثامن من الميلاد تم الحساب ورجع التقويم الشمسي لتكون بدايته من أول السنة الميلادية.
ووفقًا لما ورد عن المصادر يُذكر أن سبب تسمية الأشهر الميلادية بهذا الاسم هو تمجيد التقويم الشمسي، والذي يُقال أن الغرض منه هو تمجيد 12 إلهًا مزعوماً من آلهة الرومان الأسطورية، بالإضافة إلى تمجيد قائدين من قادة الرومان ” يوليوس قيصر وأغسطس”.
يناير (January)
هذا الشهر ينهي سنة ويبدأ سنة جديدة سُمي نسبة الى “يانوس” حارس السماء عند الرومان، ويمثل له بتمثال ذو وجهين وجه على الجبهة وأخر على ظهر رأسه في إشارة للبداية والنهاية.
فبراير (February)
سمي هذا الشهر نسبة الى “فيبرووس” وجاء في وقت من السنة تنظم فيه الامبراطورية الرومانية حفلات التنقية والتطهير.
مارس (March)
وهو يمثل نهاية الشتاء وبداية الربيع، وسمي نسبة لإله الحرب والزراعة “آريس” في التاريخ الروماني.
أبريل (April)
لا أحد يمكنه أن يجزم بسبب تسميه هذا الشهر بإسمه، فقد يكون نسبة إلى الكلمة اللاتينية “Aperire” التي تعني التفتح لكون هذه الفترة من السنة هي وقت الأعمال الرعوية وتفتح الأزهار، أو قد يكون نسبة إلى “أفروديت Aphrodite” إله الحب اليوناني.
مايو (May)
حيث كان الإسم في البداية “مايوس” نسبة للإلهة “مايستا” وهي ترمز لدى الرومان للشرف والمهابة، وعند البعض للنضج والخصب والتبجيل.
يونيو (June)
كلمة بالفرنسية القديمة واللاتينية وهي Junius ويقصد بها الآلهة جونو أو يونو وكانت آلهة القمر، وزوجة المشتري في الأساطير الرومانية .وينسب هذا الشهر لإحدى الآلهة الكبيرة عند الرومان وهي “جونو” ويقال أنها زوجة “جوبتر”.
يوليو (July)
تم تغيير إسم هذا الشهر تكريماً للزعيم الروماني يوليوس قيصر، وقبل كان إسمه “كوينتيليس” ومعناه الشهر الخامس في التقويم الأول حيث ينطق الرقم خمسة ب quinque.
أغسطس (August)
كان هذا الشهر يسمى “سيكستيليس” نسبة إلى ترتيبه السادس قديماً ثم تغير إلى أغسطس نسبة للإمبراطور الذي حول روما من جمهورية إلى إمبراطورية وهو “جايوس أوكتافيوس” وأصبح هو أول امبراطور روماني عام 27 قبل الميلاد.
سبتمبر (September)
سمي نسبة الى الرقم سبعة septem باللاتينية ، ويعتبر ذلك ترتيبه القديم في التقويم الروماني.
أكتوبر (October)
سُمي نسبة الى الرقم ثمانية octo باللاتينية، وذلك أيضاً ترتيبه في التقويم الروماني القديم.
نوفمبر (November)
نسبة الى الرقم تسعة novem باللاتينية، حيث كان ترتيبه القديم في التقويم الروماني الشهر التاسع.
ديسمبر (December)
وذلك نسبة للرقم عشرة ترتيبه القديم في التقويم الروماني حيث كان نهاية السنة decem ، وبعد إضافة يناير وفبراير انتقلت هذه الأشهر الى ترتيب لاحق من أشهر السنة ولكن لم تتغير أسمائها.
