
آسيا و أوروبا : قد يكون الِقدَم والعراقة ما يميزهما لكن الظاهر غير المخفي والبحث في الأسماء وتأصيل هذه الأسماء الذي يرينا أكثر مما هو ظاهر ومعروف ويرينا عمق البصمة السورية التي اثرت على العالم القديم عن طريق سفرائنا للعالم الكنعانيين “الفينيقيين” ونحن نعيش مانزال نعيش هذا التأثير بعمقه وعبقه حتى اليوم في حياتنا اليوم من حيث لا ندري ولا نعرف……..
قد يكون السبب هو القصور في المناهج الدراسية التي مجدّت ما جاء وتجاهلت قسراً ما كان .
تأصيل آسيا
أغلب المصادر ترجح الأسم إلى كلمة ” أسو “” asû” الفينيقية والتي تعني ” الشرق ” وهي تتفق مع الجذر أكادي ” aṣû” ” أصو ” ويعني الخروج أو الإرتفاع من مبدأ أو الشروق وهي مازالت مستخدمة حتى اليوم في اللغة العربية بكلمة ” أُس ” والتي تعني بالعربية الفصحى المبدأ كما الشروق هو مبدأ الشمس وتم استخدامها رياضياً في اللغة العربية للظلالة على المرفوع والدارسين في الرياضيات يستعملونها بكثرة مع الاساس للدلالة قوة العدد “أس و اساس aⁿ ” إذا اسم القارة ” آسيا ” ” أرص أسو ” تعني ارض شروق الشمس بالفينيقية والأكادية .
نشأت الحضارة الإغريقية بشكل مفاجئ كحضارة في وسط اوروبا على خط متوازي مع الحضارة الفينيقية في سوريا وكانت للإغريق علاقات فوق المميزة مع الفينيقيين فكما أعطوهم الحرف اعطوهم المسميات فانتقل هذا الأسم الى اليونانية باللفظ Ασία آسيا ويذكر هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد هذا الأسم للإشارة على المنطقة الشرقية من بحر إيجة وفي المصادر الرومانية أشار الرومان إلى مقاطعتين آسيا الصغرى وآسيا الكبرى.
تأصيل أوروبا
ترجع المصادر الأسم اوروبا EUROPE إلى الكلمة الفينيقية ” ereb إيرِب ” والتي تعني الغرب إذا كانت للدلالة على مغرب الشمس وجهة الغرب و هي من الجذر الأكادي “erebu إيرِبو ” والتي تعني أيضاً النزول والاختفاء والغروب والمساء ولا ننسى ان البعض قدمها تأصيلا لمعنى كلمة عرب حيث اعتبروا ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ” ﻋﺮﺏ ” ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﺳﺎﻣﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺑﻤﻌﻨﻰ ” ﺍﻟﻐﺮﺏ ” ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ” ﺃﺭﺽ أريبي ” ويدعم هذا الإقتراح قيام ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻮﻥ الموجودين ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ بتسمية الأموريين بالأسم ” ﻣﺎﺭﺗﻮ “بالأكادية ” ﺃﻣﻮﺭﻭ ” ﻭﻳﻌﻨﻲ ” ﺍﻟﻐﺮﺏ ” ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻴﻦ ﺗﻮﺳﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻛﻠﻤﺔ ” ﺃﻣﻮﺭﻭ ” ﻓﺄﻃﻠﻘﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﺳﻤﻮﺍ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ” ﺑﺤﺮ ﺃﻣﻮﺭﻭ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ” ﻭﺃﻣﺎ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ مدينة ” ﻣﺎﺭﻱ ” العظيمة و ﻛﻠﻤﺔ ماري هي كلمة ﺳﻮﻣﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻻﺷﺘﻘﺎﻕ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ” ﻣﺎﺭﺗﻮ ” ﻭ ” ﺃﻣﻮﺭﻭ ” ﺃﻱ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻐﺮﺏ .
مع ملاحظة أن اللغة العربية قد احتوت المصدران ” غَرَبَ” ويعني ” ﺃَﻓَﻞَ , ﺇِﺑْﺘَﻌَﺪَ , ﺇِﺣْﺘَﺠَﺐَ , ﺗَﻐَﻴَّﺐَ , ﺭَﺣَﻞَ , ﻏﺎﺏَ , ﻏﺎﺭَ , ﻫَﺎﺟَﺮَ ” ومنها كان الغروب والثاني ” ﺃَﻭَﺭِّﺏُ ، ﻭَﺭِّﺏْ ، ﻣﺼﺪﺭ ﺗَﻮْﺭِﻳﺐٌ ” ﻭَﺭَّﺏَ ﻋَﻦِ ﺍﻟﺸَّﻲْﺀِ : ﺃَﺧْﻔَﺎﻩُ ، اي للدلالة على خفي، شيء وطويه كما الغرب يخفي الشمس أو تطوى صفحة النهار بالمساء ”
– انتقلت هذه التسمية للإغريق نتيجة العلاقات مع الفينيقيين .
– نتيجة للإاحترام الشديد من قبل الإغريق للحضارة الفينيقية ولأثرها الكبير في حضارتهم ورسم معالمها الأساسية والتي قد تثير التساؤول احياناً وتجعلنا نعيد النظر في التاريخ والأصول جعلت الإغريق يرفقون حكاية التسمية بأميرة فينيقية جائت على ظهر زيوس كان اسمها أوروبا على اسمها سميت هذه الأرض .
و تقول الاسطورة كان لنسل زيوس من هذه الأميرة الفينيقية الشأن الكبير عن طريق إبنها مينوس والذي يعود له ولنسله الفضل في تأسيس اليونان العريقة والحضارة اليونانية وما الخطوط العريضة للأساطير هي حقائق ولن أطيل بهذه الحكاية لأنني سبق أن تناولت الحكاية في مقال سابق.
اذاً في الختام آسيا وأوروبا هما المشرق والمغرب وحتى اليوم نقول “الشرق” على القارة الأسيوية والغرب على القارة العجوز فلهذه التسميات جذورها السورية العريقة.
Amjad Sijary